لا تعذلي قلبًا هزيلاً يَسبِني

لِفَمِ الهوى والفاتناتِ لِيَجتَني

لا تعذلي قلبًا تقطَّعَ بالجوى

عُمرًا فأمسى بالصبابَةِ يَرمِني

أفنَيتُ دَهرًا للحياءِ مطاوِعًا

أعصي الفؤادَ فما جَنَيتُ وما جَني

فَبدَوتُ أرسو عِندَ كُلِّ مَحَطَّةٍ

موجٌ أنا كل الشواطئِ مَوطني

ليسَ الهوى ذَنبَ الفتى وخطيئَةً

بِخُطى الزمانِ وما الهوى بمُهجَّنِ

لكنَّ في ظُلَمِ الفؤادِ سجيَّةٌ

فيُحِبُّ كُلَّ مُكحَّلٍ مُستَحسَنِ

آهٍ على نَظَرِ الحِسان إذا ومى

نَحوَ الفؤادِ فَيَرمِني وَيَرُمُّني

ويُقَطِّعُ القلبَ الهزيلَ صبابةً

وَيَأُجُّني وَيَذُرُّني ويَلمُّني

حسناءُ فاتنةُ المُحيّا كُلَّما

ذُكِرَت أميلُ كعاشِقٍ مُتَفَتِّنِ

في خَدِّها رَوضٌ وفيضُ غمامَةٍ

يا أيُّها الخدُّ الجميلُ ألا اسقِني

عربيَّةٌ عَجَزَ النحاةُ بِوَصفِها

ما لمَّها شِعرٌ ولَفظُ الألسُنِ

شاميّةُ الجَفنَين بغداديةُ الـ

ـصوت الشجيّ مُغرَّدًا وَمُلَحَّنِ

حسناءُ لو طلَّت بعتبَةِ مَسجدٍ

فتنت عيونَ المؤمنِ المتديّنِ

ما أنتِ يا لغزًا يعانِدُ بالهوى

يا كُلَّ حيرَةِ مُهجَتي وتَفطُّني

أوأنتِ بستانٌ مِنَ الوَردِ الذي

يهوى الفؤادُ ومَن زهورِكِ أجتَني

أم أنتِ مِن قِصَصِ الخيالِ أميرةٌ

يا شهرزادَ القلبِ حُسنُكِ هدَّني

أوتعلَمينَ القلبَ كم من نقلَةٍ

نقَّلتُها حتّى وجدتُكِ مَوطِني

وطنًا على الأهدابِ ينثرُ حُبَّهُ

وعلى سريرِ الوَردِ باتَ يضمُّني

لا تعذلي قلبي إذا عرَفَ الهوى

فيدقُّ ضربَ العاشِقِ المتفتّنِ

لا تعذلي القلب الهزيلَ صبابَةً

ما رامَ إلّا بالهيامِ لِيَجتَني