الديوان » العصر الاموي » النعمان بن بشير الأنصاري » سقى أم عبد الله معرورف الذرى

عدد الابيات : 32

طباعة

سَقى  أُمَّ عَبدِ اللَهِ مُعرورفُ الذُرى

أجَشُّ هَزيمٌ يَحفِشُ الوَدقَ مُقدِما

قَعَدتُ  لَهُ تُزجي مَطافيلَهُ الصَبا

إِذا ما دَنا مِنهُ صَبيرٌ تَحَمحَما

لَهُ  هَيدَبٌ  دانٍ يَزَلُّ جَهامُهُ

عَن أَكلَفَ رِجّافِ العَشيّاتِ أَسحَما

إِذا رَجَّعَت مِنهُ رَحىً مُرجَحِنَّةٌ

إِلى مَكفَهِرٍّ كَالأَخاشِبِ أَرزَما

فَلَمّا  تَداعَت بِالسَجالِ ذُنوبُهُ

بِيَثرِبَ تَمري صادِقَ الوَبلِ مُظلِما

تَرى القَمرَ بِالقيعانِ جِئنَ بُنانَهُ

أَبابيلَ يَنسُفَنَ الجَميمَ وَصُيَّما

فَذاكَ  سَقاها برقُهُ وَغمامُهُ

بَنَوءِ الثُرَيّا إِذ أَطاعَ وأَثجَما

عَلى  نَأيها مِنّي وإِن كُنتُ عاتِباً

عَلَيها  وَكانَت في التَجَنُّبِ أَظلَما

تَجودُ  لَها نَفسي بَحُلوِ حَديثِها

وَتَبذُلُ  بَعدَ البُخلِ نَزراً مُتَرجَما

يَطولُ  عَلَيَّ اليَوم دونَ لِقائِها

وَتَهجُرَني حَولا جَديداً مُجَرَّما

تحاوِلُ وِدّي إِذ تَوَلَّت بِوِدِّها

أَبى اللَهُ قَبلَ اليَومِ أَن أَتَهَضَّما

وَمَجدٍ تَليدٍ قَدَّمتَهُ أَوائِلي

أَبى  لِيَ  إِلا عِفَّةً وَتَكَرُّما

أَوَدُّ  صَديقي ما اِستَقامَ بِوِدِّهِ

وَأَحذرُ ذا الضِعنِ الحَلوفَ المُلَوَّما

أَرى أُمَّ عَبدِ اللَهِ أَخلَقَ وِدُّها

فَما تَرعَوي لِلوَصلِ إِلا تَوَهُّما

فَلا  تَجعَلي وَصلي إِلى قَولِ كاشِحٍ

إِذا هُوَ أَسدى نيرَةَ الصَرمِ أَلحَما

فَلَستُ كَمَن يَبني عَلى الهونِ بَيتَهُ

إِذا  سيمَ يَوماً خُطَّةَ الضَيمِ خَيَّما

فَسَلها بِما رَدَّت إِلى ذي قَرابَةٍ

أَلَمَّ  عَلَيها  واقِفاً ثُمَّ سَلَّما

فَصَدَّت وَما رَدَّت عَلَيَّ تَحيّةً

وَضَنَّت عَلى ذي حاجَةٍ أن تَكَلَّما

غَداةَ اِستَقَلَّت عَن قُدَيدٍ حُمولُها

وَعالينَ خَزَّ الفارِسيِّ المُرقَّما

فَسَلِّ لَباناتِ الهَوى بِجُلالَةٍ

جُماليَّةِ تَكسو الكَلالَ تَبغُّما

إِذا اِندَفَعَت تَمشي المَنَصَّةَ بِالفَتى

وَبِالرَحلِ  طابَت نَفسُهُ فَتَرَنَّما

تَخاوصُ  لِلرَأيِ البَعيدِ وَتَتَقي

بِأِعقابِ  عَينَيها القَطيعَ المُحَرَّما

إِذا الغائِطُ المَرّوتُ أَمسى كَأَنَّهُ

يُرى في شُعاعِ الشَمسِ بُردا مُنَمنَما

طَوت غَولَهُ ليلاً فَأَصبَحَ خَلفَها

وَلَو بَعُدَت أَعلامُهُ وَتَجَهَّما

سَأعمِلُها في النَصِّ حَتّى أُكَلَّها

وَحتّى تَبُلَّ الخُفَّ مِن نَقَبٍ دَما

وَحَتّى  تَشكّى مِن كَلالٍ وَنَهكَةٍ

وَمِن نَصَبِ الأَخيافِ خُفّا وَمَنسِما

لِتَعلَمَ إِن سالَت جَميلَةُ أَنَنّي

عَزيزٌ  عَلَيَّ أَن أُلامَ وَأُشتَما

وَإِنّي بِحَمدِ اللَهِ لَم تُمسِ لَيلَةٌ

مِنَ الدَهرِ أُلفى عارياً مُتَقَسِمّا

وَلَكِن رَفيقٌ بِالوِصالِ وَمِزحَلٌ

عَزوفٌ  إِذا كانَ التَجَنُّبُ أَحزَما

فَصَبراً  عَلى شَحطِ النَوى وَلَعَلها

مِنَ  الدَهرِ يَوماً أَن تَفيقَ وَتَندَما

وَإِلّا  فَإِنَّ الوَصلَ بَيني وَبينَها

إِذا طايرُ المِعزى عَلى الذِئبِ أَرزَما

فَلا  تَلِدي مِثلي وَلا تَلدي لَهُ

إِذا أَحجَمَ الخَوفُ الخَميسَ العَرَمرَما

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن النعمان بن بشير الأنصاري

avatar

النعمان بن بشير الأنصاري

العصر الاموي

poet-Al-Numan-Al-Ansari@

24

قصيدة

1

الاقتباسات

5

متابعين

النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلب الخزرجي الأنصاري، أبو عبد الله. ولد سنة 2هـ 623 م أمير، خطيب، شاعر من إجلاء الصحابة. من أهل المدينة. له 124 حديثا. وجَّهته نائلة ...

المزيد عن النعمان بن بشير الأنصاري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة