الديوان » العصر العثماني » أحمد الشرنوبي » أصول طريق القوم أهل الحقيقة

عدد الابيات : 88

طباعة

أصول طريق القوم أهل الحقيقة

هداة  الورى المهدين من خيرملة

طهارة  أنفاس وصدق مودة

وحذق  وآداب  وتجريد همة

حياء  واخلاص ذكاء وفطنة

كذا الورع المحمود في كل شرعة

وذوق  وشوق والحضور بقلبه

وفطم  مراد النفس عن كل شهوة

وزهد  وقنع بالكفاف ورهبة

من اللّه في حالي رخاء وشدة

وتفويض أمر ثم حسن توكل

خضوع  خشوع والبكاء بذلة

وتقوى  اله العرش سرا وجهرة

وحسن مسير في علوم الشريعة

وعزف  عن الأكدار والغير والسوى

وبذل  وتهذيب واخلاص نية

وصمت وتسهيد وموت بحبه

وتحسين أوصاف وتجويع معدة

واثبات ايثار بسط كرامة

بما حزت من مال وروح لمنحة

ورفق  وتصديق  وعشق محبة

وسحق  ومحق والفنا بعد سكرة

وحمد  وشكر والوفا بأوامر

ولا تعد عن حكمى كتاب وسنة

وراقب جناب الحق من غير أن ترى

لنفسك فعلا من فعال جميلة

وجاهد تشاهد كل معنى محجب

عن  العقل والايصار من غير ريبة

ولا بد من فكر وذكر ووجهة

على  يد شيخ عارف بالطريقة

محا لحظوظ النفس بالعلم والتقى

نصوح كريم بالعلوم السنية

تجلى له الرغبوة والهوى في السرى

وناسوته بالسر حجت ولبت

وقد جال في ملكوته كل حاصل

كذا  رهبة الغيب من غير شبهة

وسار بعزم في كراسي عروشه

وطار بسر السر في حال نشأة

يضيء كضوء الشمس تبدو لناظر

له  همة تبرى عليل الجبلة

حكيم  يداوي  الطالبين بطبه

خبير بداء القلب في كل لحظة

يرى بعيون القلب ما كان خافيا

ويدكر بالأبصار حجب الأكنة

وأدرج في التوجيه في طيّ غيبه

غيوث عيون الغيب كنز الذخيرة

وأدرجت الأكوان في غيب ذاته

كادراج ميت في قميص وعمة

ويخبر  بالاشياء قبل وقوعها

من اللوح يقراها بعين البصيرة

متين الحجا يدعو إلى الرشد بالهدى

وقد  جاءنا  تشبيه بالنبوة

له  قدم  فيما يقول ويدعى

وتصريفه فيه بحكم المشيئة

يصرّف أقواما وميدان سره

جلا غيهب الأسرار من كل بقعة

له الفضل والاجلال والفخر والعلا

من اللّه والتوفيق في كل لحظة

هناك  له الامداد في كل طالب

يدعه كما الابريز فوق البسيطة

وفرض  عليه أن يكون مؤدبا

لدى شيخه في كل وقت وساعة

ليبدى له الاشكال في كل صورة

ويلقى له من سر سر الحقيقة

ويصحبه  كالميت في حال غسله

يقلبه  للغسل من كل وجهة

مع الذل والتهذيب والخوف والرجا

وعجز وتسليم وتعظيم حرمة

ويخرج عن نفس توالت همومها

ويخشع للّه الكريم بخشية

ويعتقد الأستاذ فيما يقوله

ويفعله  من غير شك وريبة

ويدرج  ما يختاره في مراده

وأوصافه  باللطف منه استمدّت

فإن  قال لم يوما فذلك عندهم

حقيق بلم يفلح إلى يوم بعثة

ولم  ينتفع ما لم يسر في شهوده

مراع له من غير مين وعلة

ولا يقترف معنى شهيا لنفسه

فإن  حظوظ النفس رأس البلية

تزين له الأفعال مع قوله ولا

يكون  له  من فعله وزن ذرة

ويظهر  ما يخطر عليه لشيخه

ففيه أمور كالشموس المضيئة

ومنه  شؤن  كالسيوف قواطع

وفي  كتمه  حجب وفقد نتيجة

وتحسينه ما حسن الشخ ثم ما

يقبحه  من بعد نصب الأدلة

وإن  صار يخفى عنه شيأ فإنه

بذلك  يعصى عند أهل الحقيقة

بل الواجب المشهور ايثار أمره

وإظهاره  بالصدق دون البرية

ونفى  خلاف وامتثال لأمره

وابداء  وارده بصفو السريرة

ويشهده في القرب والبعد عنده

مقيما على حالي حضور وغيبة

وايثاره  بالمال والروح بالرضا

وتفويضه للّه في كل طرفة

ويلزم لبس الصوف فهو شعار من

تلقب بالصوفيّ بين الخلية

ويتخذ الإبريق من بعد مئزر

وقد  صح في الاخبار ارخاء عذبة

وتطويلها فترا لقد جاء مسندا

وللناس في خير الورى خير أسوة

وخيطا ومخياطا وموسى وسبحة

وما  كان محتاجا إليه لفطرة

ويعتزل  الخلق الجميع وفعلهم

كذاك  ولاة  الأمر في دار دنية

ولا يلتفت يوما إلى غير شيخه

فذلك  وصف موجب للقطيعة

وأغصانه للطرف حال جلوسه

لديه وفي حالات أنس ووحشة

ويرفع توقيرا كبيرا لسنه

كذا  فاضلا عنه ولو ابن ليلة

ويرفع  أبناء الطريق ويتصف

بأوصافهم يسمو بنفس زكية

فتعظيمهم  أجر  وتحقير نفسه

وأنصافهم منها جدير بجنة

وبرّهمو  ان تستطعه فواجب

وإنقاذهم من كل ضيق وشدة

ويظفر بالدار التي عز وصفها

وفيها البدور الغيد أسقت وغنت

يشاهد أقمارا بها وعرائسا

ويشرب من كأس الهنا والمسرة

هناك الكرام النازلون من العلى

منازل  أفراد  معاهد سادة

بحيث البها والانس بالقدس ينجلى

على  السر جهرا في جمال وبهجة

وحيث كمال الذات بالذات واحد

تغانت  به الأكوان عن كل وجهة

وحيث  البقا بعد الفناء لسالك

أزال حجاب العين من غين نقطة

وإن لم يكن شيخ بريه شخوصها

ويدنيه من أم القرى وبثينة

فليس له من عمره غير رسمه

وعيشته  فينا كعيش البهيمة

ويدعى لقيطا أين خل معطلا

وإن  كان ذا علم كزوج عقيمة

دعيا مع السادات في كل موطن

كذا  نقلوه  جل أهل الحقيقة

وأيامه تمضى وأعماله بها

بلا وفق شرع في أمور الشريعة

وهذا  الذي قد يسرا الله نظمه

على أحمد المشهور بين الخليقة

بوالده عثمان مربا ومنشأ

بحانات شرنوب بأرض البحيرة

وأرجو  من اللّه الكريم قبوله

وستر  عيوب فيه طمت وعمت

وينفعنا  بالعلم ثم يعيننا

بتوفيقه في كل وقت ولحظة

ويجعل اخلاصي إليه محققا

ويرحم شيبي في شتاتي وغربتي

ويدر  جنافي سلك قوم أحبهم

رضوه  وأرضاهم بحسن مزية

ويعفو عني والذين أحبهم

ويدفع  عنا  كل سوء وفتنة

ويرزقنا والمسلمين بأسرهم

يقينا  يقينا  كل شك وريبة

بجاه  نبيّ من سلالة آدم

بمن  خلفه الأملاك والرسل صلت

ولولاه  ما كانت لادم صورة

ولاتاب عنه الّله من بعد أكلة

ففي فضله القرآن جاء مبينا

وناهيك قول اللّه من غير خلقة

كلام  قديم  منزل غير محدث

به جاء جبريل على خير أمة

محمد المبعوث للخلق رحمة

ودعوته فيما سوى اللّه عمت

عليه صلاة اللّه ما هبت الصبا

وما ناح طير فوق غصن أريكة

وعن  مالك  والشافعيّ وأحمد

ونعمان والثورى وباقي الأئمة

وعن منشىء الأبيات من فكره ومن

قراها وأقراها بفهم وفطنة

ومن قد رأى عيبا وأصلحه ولو

بخط  حروف أو بتغيير شكلة

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد الشرنوبي

avatar

أحمد الشرنوبي

العصر العثماني

poet-Ahmed-El-Sharnouby@

1

قصيدة

1

متابعين

أحمد بن عثمان بن أحمد بن علي الشرنوبي المصري ولد سنة 931هـ - 1524م فاضل، من المتصوفة، له شعر. رحل إلى بلاد الروم رحلتين، توفي في ثانيتهما سنة 993هـ - 1586م. ...

المزيد عن أحمد الشرنوبي

اقتراحات المتابعة

اقرأ أيضا لـ أحمد الشرنوبي :

أضف شرح او معلومة