الديوان » غفران جليد » حائرٌ أنا كما درويش..

لا شيء يهمني...  
لا السماء تمطر فرحًا، ولا الأرض تمنحني راحة.  
أمشي بين الناس، وأرى الوجوه عابسة،  
لا شيء يدهشني،  
حتى الأحاديث تكررت،  
والأيام تتشابه.  
 
لا شيء يوقفني...  
الطريق طويل، لكنني لا أعرف وجهتي.  
أصوات السيارات، صخب المدينة،  
كلها خلفية لأفكاري المشتتة،  
لا شيء ينتظرني،  
ولا أنا أبحث عن شيءٍ في الأفق.  
 
لا شيء يربطني...  
حتى الذكريات بدأت تتلاشى،  
والأمل الذي كان ينير طريقي،  
صار خافتًا،  
لا شيء يجذبني،  
ولا شيء يردعني عن المضي بلا هدف.  
 
لا شيء يعنيني...  
كل الأشياء فقدت لونها،  
وصارت الأيام مجرد أرقامٍ في تقويمٍ متهالك،  
لا شيء يوقظني،  
ولا شيء يُعيدني إلى ما كنت عليه.
لا شيء يشدني...  
كل الأمكنة متشابهة،  
وكل الوجوه عابرة،  
الأضواء خافتة، والأصوات باهتة،  
ولا شيء يثير فضولي.  
 
لا شيء يحييني...  
الهواء يمرُّ ثقيلًا،  
والشمس لا تدفئ روحي،  
كل ما كان يومًا مصدر فرح،  
صار مجرد ذكرى باردة.  
 
لا شيء يُحركني...  
الأيام تمرُّ ببطء،  
والساعة لا تكاد تتحرك،  
أقف على هامش الزمن،  
أراقب دون أن أشعر بأي شيء.  
 
لا شيء يغريني...  
حتى الأحلام فقدت بريقها،  
والآمال صارت كظلالٍ تتلاشى،  
لا شيء أمامي،  
ولا شيء خلفي،  
فقط فراغ يمتد بلا نهاية.

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن غفران جليد

غفران جليد

11

قصيدة

كاتِبة، ناقدة أدبية، مدققة لُغوية، مُناظِرة أدبية.

المزيد عن غفران جليد

أضف شرح او معلومة