الديوان » صالح المنديل » نوف : يريم ١٩٩٥

الا يا نوفُ في صنعاء هيجتي

لي الذكرى و رجعتي الحنين

بما شابهتي فوزٌ في رخامة  صوتها 

و خالها المنقوش فوق الجبين

اذا سارت تمايل خصرها و تراقص

 فرعها المسدول جادَ  المتون 

لقد كنا في سرور و غبطة

و فوز من ريقها المعسول تسقيني

حنانيكِ إنا من القرية الظالم

أهلها  جئنا إليكم نازحين

لا امل في بغداد اذا الناس حملان

تسوقها سراةٌ قد كانوا فراعين

لن يسرك يا نوف لو قد علمتي

أن اطفال العراق يموتوا جائعين

اصيبوا بقاسي الحوادث من بنات 

الدهر أثقالُ يفلقن الجبينْ

أردت جموع الناس خمصا 

و كانو قبل ذاك كراماً مترفينْ

و كُنّا في بغداد في سنة و عين

من الخلد من سولاف تسقينا

دهتنا الحرب سبعا عجافٍ

حجارة من سجّيل و ازددن سنينا

فلما التمسنا الصبر مرحمةً

خذلنا و لم يأخذ بأيدينا

فأجهضت  آمال جيل  في 

سنة الأوهام  كانوا حالمينا

هجرنا الديار  و كان اقسى من

نكبات الدهر خذلان بني ابينا

تعاهدوا عهد الوفاء مع العدا و 

سلوا علينا في ظلام الليل سكينا

عاودي يا نوف في كل حينٍ

بنظرة تهدي قلوب الضائعينا

كأنها نسمات ريح من صبا 

بغداد جائت فأندتنا رياحينا  

نسائم علمت في بغداد إنا هلكنا

من الشوق اذ جائت لتحيينا 

و يا حسرتي فما وجدت في صنعاء

بلقيس ترفل في وشي اليمانينا

و يا خوفي مما تجود به الأيام

من حوادثِ يشمت فيها شانينا

يبرحني الأسى كل ليلةٍ على ماضٍ

ثكلنا و حاضرٍ من غسلين يسقينا

أرقتني سويعات السحر ترعبني

مخافة أن يشمت اعادينا

للنفس آمالٌ معلقة تأن و تخشى

 بأن عوارض  الدهر يوما ستبلينا  

فهل ستبلينا صروف الدهر قبل

ادراك المنى و يشمت فينا قالينا؟ 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن صالح المنديل

صالح المنديل

232

قصيدة

طبيب و شاعر منذ ١٩٨٢

المزيد عن صالح المنديل

أضف شرح او معلومة