الديوان » العصر العثماني » إبراهيم بن يحيى العاملي » أنت روحي يا حبيبي والحشا

أنت  روحي يا حبيبي والحشا
وضياء العين مني يا رشا
يا مليك الحسن فافعل ما تشا
لا أرى عما تراه مذهبا
وقيامي  في هواكم والقعود
راعيا عهدك من عهد الصبا
إن شر الناس من خان العهود
جل  من أولاك جفناً فاتراً
بل حساماً ليس ينبو باترا
ومحيا  بل صباحاً سافرا
ما  رآه  البدر إلا غضبا
حسداً يا أبعد اللَه الحسود
وانثنى من غيظه محتجبا
في جلابيب الدياجي وهي سود
من  لبدر التم بالجفن الكحيل
والرضاب  العذب والخد الأسيل
يا  عذولي فاطرح قالاً وقيل
إن في الأحشاء مني لهبا
ليس يطفيه سوى لثم الخدود
ما  عليه لو أباح المشربا
من  لماه وقليل من يجود
مت  حران إلى ذاك اللمى
فأنا المقتول ظلماً بالظما
يا  لقومي فأقيموا متماً
لقتيل في الهوى ما طلبا
وهو  حران الحشى غير الورود
وإذا  أمسى بقتلي معجبا
فاحذروه فهو سلطان حقود
يا  لحى اللَه عذولي في الهوى
جهل  الداء لعمري والدوا
فرمى اللَه حشاه بالجوى
ليرى كيف تصابى من صبا
طامعاً في الود في غير ودود
إنما  يعرف تأثير الظبا
من أباحات منه ما تحت الجلود
قلت  للعذال لما جردوا
من ملامي صارماً لا يغمد
ويحكم إن نصيري أحمد
ما  رآه  الجمع إلا هربا
هرب الكدري من صقر صيود
أسد  ضار  إذا  ما وثبا
لجلاد  كان قناص الأسود
شاد  أركان المعالي بالحسام
والأيادي البيض والدنيا ظلام
هكذا تفعل أبناء الكرام
لا كمن يتلو علينا نسبا
طيباً  وهو عن المجد رقود
كلما  قرض  جداً وأبا
سالفاً أنشدته نعم الجدود
فارس  يحكي قيل البدار
جده الكرار في يوم المغار
وله  سيف يحايك ذا الفقار
صارم عضب يقد اليلبا
فكأن  الدرع من جنس البرود
قلما تلقاه إلا مذهبا
بالدم المسفوك من قرن عنود
وجواد  سيبه عم الرفاق
وأعاديه  وهم أهل النفاق
وسل الشامات عنه والعراق
طبق الغيث المرامي والربى
وسقى  الأغوار منها والنجود
أنعش العجم معاً والعربا
وأصاب الكل فالكل شهود
قسماً الشمس والبدر المنير
لو  سرى من جوده شيءٌ يسير
في الورى ما كان في الدنيا فقير
هو غيث رد ريعي معشبا
بالأيادي البيض والأيام سود
كم  وكم أهدى إلينا سحبا
حيث  لا يهدي لنا غير الرعود
وفصيح اللفظ يزري بالدرر
قوله  إن قال نظماً أو نثر
منطق الكروض مطلول الزهر
وقريض  ما  تلاه الأدبا
بينهم  إلا وهموا بالسجود
ما  جد  أحيا نداه الأدبا
بعد ما كان رميماً باللحود
وجد الآداب كالربع المحيل
قل  من أربابها قال وقيل
غير ما تشكوه من حر الغليل
فانثنى  كالغيث محلول الحبا
يشمل  الآكام منها والوهود
فاغتدى كل فصيحٍ معربا
عن  كنوز الشعر لا كنز النقود
قسماً  لولا  نداه الغامر
في  زمان قل فيه الناصر
ما سما للشعر مني خاطر
بعد  ما أصبح صدري ملعبا
لهموم كلما تمضي تعود
نوب  لولا  نداه  والحبا
لم أزل فيهن مشدود القيود
صان وجهي خلد اللَه علاه
بنداه وعلى الباري جزاه
عن بخيلٍ جعل المال إله
أذهب  الدين وصان الذهبا
مسلم لكن له شح اليهود
يمنح الحران برقاً خلبا
فوعود مردفات بوعود
هاك  يا بحر الندى والمكرمات
وابن طاه والميامين الهداة
غادة في ثغرها عين الحياة
زفها  ذو دمعةٍ لو كتبا
عمر الناس حباكم بالخلود
أنت جيد المجد يا ابن النجبا
ولغير  الجيد لا تهدي العقود

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن إبراهيم بن يحيى العاملي

avatar

إبراهيم بن يحيى العاملي

العصر العثماني

poet-Ibrahim-bin-Yahya-Al-Amili@

21

قصيدة

1

الاقتباسات

2

متابعين

إبراهيم بن يحيى بن محمد بن سليمان المخزومي العاملي ولد سنة 1741 م. عالم دين شيعي، متكلم، أديب وشاعر ناظم مكثر. ولد بقرية الطيبة (من جبل عامل) ورحل إلى أصفهان فأقام ...

المزيد عن إبراهيم بن يحيى العاملي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة