الديوان » العصر العثماني » إبراهيم بن يحيى العاملي » عج بالعذيب ولا تبخل على الطلل

عدد الابيات : 47

طباعة

عج بالعذيب ولا تبخل على الطلل

بريها  إنه  فرض على المقل

أتمنع  الري منها وهي صاديةٌ

والبخل بالماء أقصى غاية البخل

لا غرو أن أصبحت عطشى فكم شرقت

عراصها  بدماء الخيل والإبل

معالم  كانت الآرام زينتها

وحليها فرماها الدهر بالعطل

ملاعب  كنت أصطاد الغزال بها

إذا دلفت بأشراك من الغزل

وكم عهدت بها بيضاء ناعمةً

تميس كالغصن بين الحلي والحلل

معطارةً لم يمس الطيب مفرقها

كحلاء ما مسحت عيناً من الكحل

وكم  طرقت حماها والهوى عجب

أمشي  وقد ثوب الداعي على مهل

ونلت منها المنى عفواً بلا تعب

فظن خيراً وعما كان لا تسل

وأبت  من حيها والفجر معترض

كالسيف  عري متناه من الخلل

وقد  علاني ضياء ليس يدفعه

شيء كفضل أمير المؤمنين علي

أجرى وأشجع من يدعي ليوم وغىً

وأكرم  الناس من حافٍ ومنتعل

زوج البتول الذي ما شد مئزره

إلا على الحسنين العلم والعمل

أبو النجوم التي أسماؤها كتبت

بنوره فوق ساق العرش في الأزل

العالم الحبر والبدر الذي انكشفت

بنوره  ظلم  الأديان والملل

بسيفه  قام دين اللَه واعتدلت

قناته  بعد طول الزيغ والميل

ما  زال يغشى الوغى والبيض في يده

حمر الخدود وحاشاها من الخجل

وينصر الدين في سرٍ وفي علن

ويخذل الكفر في حل ومرتحل

سل  عنه سلعاً وقد ناداه من كثب

عمرو بن ود فلباه على عجل

يهوي إليه فقل ما شئت في أسد

جأجأته للقاء الأعصم الوعل

وسل هوازن عنه والنضير وسل

بدراً  وسل  أحداً والنهروان سل

وسل  مواقف صفين التي ذهبت

فيها  صوارمه بالخيل والحول

وسل صدور العوالي والبواتر عن

جميل  أفعاله في وقعة الجمل

مشاهد أسفر الدين الحنيف بها

عن وجهٍ أبلج مثل الشمس في الطفل

أفديه  من ماجد بالمجد ملتحف

بالفضل متشح بالخير مشتمل

علم  وحلم  ومن لا يكدره

من  ولا  تعتريه  آفة الملل

جود  به  زهت الدنيا وساكها

والأرض  تحيا بصوب العارض الهطل

إن  المكارم شتى لا عداد لها

سبحان جامعها في ذلك الرجل

بنى له اللَه بيت المجد حيث بداً

للناظرين وميض النور من زحل

نال  الخلافة بالنص الجلي فيا

للَه من ذي ضلال والصباح جلي

إن  الخلافة  تاج ليس يعقده

من  البرية  إلا خاتم الرسل

جاء  الأمين من اللَه الأمين بها

إلى الأمين فنادى وهو في جذل

ألست  أولاكم  طراً بأنفسكم

قالوا  بلى يا رسول الواحد الأزلي

فقال  من  كنت مولاه وسيده

فحسبه  من علي سيد وولي

قالوا رضينا به مولىً وأكثرهم

يفتر عن صدر ملآن من الدغل

لقد تنكب نهج الحق رائدهم

والحق أظهر من نار على جبل

هيهات  لا ينفع المسلوب ناظره

طلوع شمس الضحى في دارة الحمل

شربت  من حبكم كأساً مطهرةً

ما  كدرتها  العدى باللوم والعذل

أعرضت  عن غيركم لما ظفرت بكم

وفي البحور غنىً عن مصة الوشل

تاللَه إن النعيم المحض حبكم

وعن  سواه إله العرش لم يسل

وإنكم ظله الباقي ورحمته

وهل  سمعت بظل غير منتقل

أطفي بذكركم شوقاً أكابده

وربما  رضي الحران بالبلل

أنت الجليل الذي أرجوه معتمدي

في  النشأتين لدفع الحادث الجلل

وما  أخالك  تنساني إذا برزت

نار  الجحيم وقلت عندها حيلي

أحسنت ظني لأن اللَه عودني

أن  لا يخيب في إحسانه أملي

صلى عليكم إله العرش ما سفحت

عين الغمام بمنهل ومنهمل

ولا عدا ربعك المعمور ساريةً

تذري مدامعها في روضه الخضل

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن إبراهيم بن يحيى العاملي

avatar

إبراهيم بن يحيى العاملي

العصر العثماني

poet-Ibrahim-bin-Yahya-Al-Amili@

21

قصيدة

1

الاقتباسات

2

متابعين

إبراهيم بن يحيى بن محمد بن سليمان المخزومي العاملي ولد سنة 1741 م. عالم دين شيعي، متكلم، أديب وشاعر ناظم مكثر. ولد بقرية الطيبة (من جبل عامل) ورحل إلى أصفهان فأقام ...

المزيد عن إبراهيم بن يحيى العاملي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة