الديوان » مصر » إبراهيم مرزوق » يا ليلة هي كانت ليلة العمر

عدد الابيات : 41

طباعة

يا ليلة هي كانت ليلة العمر

بقصر شبرى ونهر النيل والقمر

والجو طلق المحيا والصبا جمعت

لطف الأصيل لنا مع رقة المسحر

حيث السماء بها الافلاك سائرة

كالفلك  داشرة في لجة النهر

والبدر مكتمل فيها وقد نظمت

من  حوله نيرات الأنجم الزهر

كغادة  من بنات الروم حلتها

من  لازورد عليها أنفس الدرر

والنهر يجرى لجينا من سباه ومن

يد  النسيم عليها أبدع الصور

والموج بيدى فنون الرقص في مرج

يجلو صدا النفس والافكار والبصر

والماء صب باغصان الربا كلف

للثم أقدامها يجرى على قدر

وكلما  خرّ للشكوى تجود له

أكمامها من نثار النور بالبدر

مثل العرائس يجلو حسن بهجتها

مر الصبا في بديع الوشى والحبر

تكاد تسلب لولا أن بلبلها

راق  يعوذها  من آفة الحور

فالشهب ساطعة والقضب راكعة

والطير ساجعة تشدو على الشجر

وللنسيم على الاغصان ولولة

وكأنما  هو يتلو العشق في سور

فصوته وهزار الروض حين شدا

قد وافقا نغمة الشادى على الوتر

فكان بالعود مع ذا كله طربى

طورا وطور بما يحلو من السمر

ومن  أحب على لهوى يساعدنى

والدهر  عبدى فلا أخشى من الغير

وراحه  ولماه كلما اجتمعا

يحار لى بين السكر والسكر

وكيف أصحو ولى من شهد ريقته

خمر تألف بين الطيب والخصر

عجبت  للثغر يروينى بكوثره

والخد  يرمى لظاه القلب بالشرر

ومن جنى خده وردى وفاكهتى

مما يحييى به من يانع الثمر

يقول قم واقترح ماشئت تلق كما

تهوى بلا ملل منى ولاضجر

فيا لها كلمات كلها تحف

بحسن رقتها قد حيرت فكرى

أشهى من البرء بعد السقم عندى بل

بعد العنا والأسى أحلى من الظفر

بها  خلعت عذارى بل ليست بها

ثوب الخلاعة لم أركن الى الحذر

وبت أعثر في ذيل المجون كما

يهوى شبابى وبعت النسك للكبر

فالشمس راحى وبدر التم حاملها

واللئم نقلى ومنديلى من الزهر

وكلما جد من أهوى لسفك دمى

جديت بالكاس في سفك الدم الهدر

مازال  يشربها صرفا وأشربها

ممزوجة  باللمى والغنج والحور

حتى توسد يسراه وطوقنى

يمينه واتكا سكرا على السرر

وقد  أدرت نطاقا باليمين على

خصر له من دقيق الوهم مختصر

وزال ماكان من خوف ومن حذر

ولا  مراقب غير الدل والخفر

فيا لها ليلة ماكان أطيبها

عندى وماكان أحلى لذة السهر

جاد الزمان بها عفوة فسيرها

فيه  الفريدة بل أعجوبة السير

أكرم بها أنها جأت على قدر

بلا  حساب ولا وعد لمنتظر

محت  سرور اذنوب الدهر أجمعها

فماله  بعد ذنب غير مغتفر

كأنها ليلة القدر التى اشتهرت

بالخير اذنلت فيها منتهى وطرى

تنزل الروح فيها بالسلام من السقاة

بالراح حتى مطلع الفجر

غراء  واضحة جاد الزمان بها

لاعيب  فيها سوى ماكان من قصر

عن  وصفها وسناها همتى قصرت

فرحت أسحب ذيل العى والحصر

آليت أشكرها ماعشت مجتهدا

بالثر والنظم شكر الروض للمطر

بكل نبرة الألفاظ قد بهرت

لحنها شعراء البدو والحضر

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن إبراهيم مرزوق

avatar

إبراهيم مرزوق

مصر

poet-Ibrahim-Marzouk@

152

قصيدة

3

الاقتباسات

10

متابعين

إبراهيم مرزوق شاعر مصري، من أهل القاهرة ولد سنة 1233هـ -1817م . تعلم في مدرسة الألسن، وبرع بالفرنسية، وتولى وظائف صغيرة ثم عين "ناظراً" للقلم الافرنجي بالخرطوم فبقي إلى أن توفي ...

المزيد عن إبراهيم مرزوق

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة