الديوان » الشاذلي فرحاتي » ما بقي من نص محذوف

لم ينتظرني قطارُ الصَّبر يا نغمًا
تجمَّع الحبُّ والأحزان إذ عُــزِفَا
توقَّــفَتــْنــِي خِيامُ الدَّمعِ واعتَرفَتْ
لي أنَّ عُمْري على أعـــــــــــــــتابِها وقفا
ريحا تهُبِّــينَ..عند الغيبِ صوْلَتُهَا
وعرشُ روحِي على إيـقاعِها ارْتَجَفَا
كتبْتُ نصِّي بها.. والبعضُ أحْذِفُهُ
إنَّ القَصِيدةَ كانتْ كلَّ ما حُذِفَا
 
***
 
ولم يَكُنْ كافِيًا من عِشْقِها أبَدٌ
فَكيْفَ أسكَرَني في لَحْظةٍ وكَفَى؟
وكيفَ يَغْرَقُ مِجْدافي وأشرِعَتي؟
إلا هواكِ على سطحِ المياه طفَا
وكيفَ أولَدُ.. ذي حالي وذا وجعي؟
والصَّبرُ أيْقظني للصَّبرِ ثمَّ غـــــــــــــفا
جِسْمٌ بلا كفَنٍ في البرد لي حلُمٌ
أنْ سوف أُقْبَرُ في عيْنَيْكِ مُلْتَحِفا
فأسْألُ الضَّوءَ والأجفانُ تُخْبِرُني
أنَّ القـــــــصيدةَ كانت كلّ ما حُذِفَا
صَرفْتُ كُلَّ صُروفِ الدَّهرِ عنْ وَجَعِي
وظلَّ طيفُكِ في الأعتابِ.. مَا انصَرفَا
سمتُ شَرْعًا ــــــــ طريقًا.. كي يغيب به ـــــــ
لكنّه خالفَ المرْسومَ وانحَرفَا
وعادَ يـَـسْــتَـنْــبِحُ الأشواقَ مُلتمِسًا
وحلّ في لهفتي واســـــــــتوطنَالـــــــــــــغُرفا
وقال: " باسمِيَ  فاقرَأْ ما تيسّرَلي"
فقلتُ: "إني نَسِيتُ الوِرْدَ..  يــــا أسفا"
فأمسكَ اللوحَ والأقلامَ يُقرِئني
لحنَ البُكاءِ وضِيقَ البَوْحِ والشغفَا
وظلّ يُملي وبعض الحبِّ أحْذِفُهُ
إنَّ القصيدةَ كانتْ.. كلَّ مــــــــا حُذِفَـــــــــا.

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الشاذلي فرحاتي

الشاذلي فرحاتي

7

قصيدة

شاعر من تونس أستاذ باحث في الأدب العربي

المزيد عن الشاذلي فرحاتي

أضف شرح او معلومة