الديوان » السعودية » عبد اللطيف بن إبراهيم آل مبارك » تبدت إلى وصلي وما كنت راجيا

عدد الابيات : 36

طباعة

تبَدَّت  إِلى وَصلي وَما كنتُ راجِياً

جِهاراً  على رغم الحسودِ المُعادِيا

فتاةٌ لَعُوبٌ يُخجِلُ البَدرَ نورُها

وَيَفضَحُ بدرَ التِمِّ إِذ كانَ بادِيا

أَتَتني تَجُرُّ هَيفاءَ بعد ما

هَجعنَ عيونُ الخَلقِ وَالكلُّ ساهِيا

فلمّا رأَت عيني مُحيّا جمالها

يضيءُ سَناهُ سافراً في الدَياجيا

علمتُ بأنَّ الحبَّ قد جاءَ زائِراً

وأسفَرَ  حظِّي بعد ما كان غافيا

فقُمتُ كأنِّي شاربٌ كأسَ خمرَةٍ

مِنَ الشَوقِ أمشي مُسرِعاً في رِدائيا

فقبَّلتُها  يا صاحِ قُبلةَ والِهٍ

عن الوِردِ محجوباً وقد كان ظامِيا

وبِتنا  تُعَاطِيني كؤوسَ حديثها

وأرشُفُ  مِن ثَغرٍ لها كان صافيا

فلمَّا رأيتُ الليلَ يَطوِي خِيامَهُ

وَهذا سَنا الإِصباحِ قد كان سارِيا

تيقَّنتُ أَنَّ الحبَّ لا شكَّ راحلٌ

وأَنَّ غُرابَ البينِ أَضحى مُنادِيا

فقبَّلتُها  ثمَّ اعتنقتُ بغُصنِها

وَوَدَّعتُها  والدَمعُ في الخَدِّ جارِيا

وسارت فأمسى الصَبُّ بعد فِراقِها

يبيتُ بطولِ اللَيلِ لِلنَجمِ راعِيا

ويُصبحُ مِن مُرِّ الفراقِ بلَوعةٍ

ومن زَفَراتِ القلبِ حَيرانَ باكِيا

فما لِعَذُولي قد لَحاني بعَذلِهِ

وعنَّفَني جُهداً وطالَ مَلامِيا

عَساهُ  يُلاقي ما أُلاقي مِنَ الهَوى

وَمِن شِدَّةِ الأَشواقِ أضعافَ ما بِيا

ولمّا رأَت قلبي بها مُتَعَلِّقاً

يَهيمُ وما هوَ عن هواها بِسَالِيا

تصَدَّت إِلى هَجري وأَظهَرَتِ الجَفا

وأَبدَت صُدوداً فاستزادَ عَذابِيا

فيا ليتَ ذاكَ الوصلَ بيني وبينها

يعودُ كما كنّا ويطوي التَنائِيا

ويا ليتَها للصَبِّ تَرنُو لِحالِهِ

وتُبدِلَ  هذا البُعدَ مِنها تَدانِيا

ويا  لَيتَها تَمنُن عَليَّ بِوَصلِها

لِيُطفي  لَهيباً مُضرَماً في فُؤادِيا

ويا ليتها ترعى عُهودَ مُحِبِّها

وتعطِف عَلى مَن جِسمُه كان باليا

وإِن  كان قد أبدَت قِلىً وتجنُّباً

فإني  لها ما عشتُ لستُ بقالِيا

ولكنَّني  خِلٌّ  مُلازِم عهدِها

وحافظ ذمامَ الوُدِّ منها وراعِيا

عساها عَلَيَّ اليومَ تمنُن بنظرةٍ

لتُبري بها دائي وتُشفي سقامِيا

وما ضَرَّكِ لو زُرتِني مُتَيَقِّظاً

جِهاراً وكنّا لا نحاذِرُ واشِيا

لأبردَ ناراً قد تلَظَّت بِمُهجَتي

ومَزَّقَ جِسمي حَرُّها وَحشائِيا

وِإلا  يكُن ذا إِنَّني منكِ قانِعٌ

بطَيفِ خيالٍ زائرٍ في مَنامِيا

فلو  أَنَّني أَشري بروحي اجتماعنا

ولو ساعةً يا صاحِ لستُ مُكافِيا

أقولُ  لها يا رَبَّةَ الحُسنِ والثَنا

أَبي اليَومَ ذنبٌ مُوجِبٌ لِجَفائيا

وإِن  كانَ أَنّي قد أَسَأتُ فأجمِلِي

لِيَ العفوَ عن هذا الذي كنتُ جانِيا

فواللَه  إني لم أجِد من مُعَوِّضٍ

لرِقِّكِ يُسلِيهِ وما كنتُ سالِيا

فقَالت بلى يكفيكَ مِن وَصِليَ البُكا

وَطولُ الأسى والوَجدُ هذا عَطائيا

فأرجو مَن بالحُسنِ قد خصَّها بِهِ

وأَلبَسَهَا  ثَوبَ  المَلاحةِ ثانِيا

وصَيَّرَها يا صاحِ للناسِ فِتنَةً

إِذا ما تبدّت يَصبُ مَن كان رائِيا

يَمُنُّ  بجمعِ الشَملِ بيني وبينَها

ويمنَحُنا  منهُ رِضاً مُتَواليا

عليها  إِلهي لا يزالُ بفضلِهِ

حفيظاً لها من كل سُوءٍ وكافِيا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد اللطيف بن إبراهيم آل مبارك

avatar

عبد اللطيف بن إبراهيم آل مبارك

السعودية

poet-Abdullatif-Al-Mubarak@

18

قصيدة

1

الاقتباسات

8

متابعين

عبد اللطيف بن إبراهيم بن عبد اللطيف التميمي الأحسائي، من آل مبارك ولد سنة 1871م في الإحساء. فقيه مالكي وشاعر سعودي،حفظ القرآن وتلقى علومه الأولية بالمدارس الأهلية، كما تلقى علوم الفقه ...

المزيد عن عبد اللطيف بن إبراهيم آل مبارك

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة