الديوان » السعودية » عبد اللطيف بن إبراهيم آل مبارك » ألا قد وفى بالوعد من شأنه الغدر

عدد الابيات : 36

طباعة

ألا قَد وَفَى بِالوَعدِ مَن شأنُهُ الغَدرُ

وزارَ  مُحِبّاً بعد ما ضامَهُ الهَجرُ

وَوَفّى يَجُرُّ الذَيلَ وَهناً فأَسفَرَت

لطلعتهِ الظَلماءُ واحتَجَبَ البَدرُ

يَميلُ بِقَدٍّ يُشبِهُ الغُصنَ أَهيفٍ

ويَرنو بطرفٍ دونَهُ السَيفُ والسِحرُ

ويسحَبُ ذيلَ الفَخرِ بالحُسنِ تائِهاً

ومَن  مثلُهُ فيهِ يَحِقُّ لَهُ الفَخرُ

ويَهتزُّ من سُكرِ الشَبيبةِ إِذ مَشى

عَلَيه مِنَ الدِيباجِ أَقمِصةٌ خُضرُ

ويفترُّ  عَن مثلِ الجُمانِ بثغرِهِ

نضيداً  فما زَهرُ الأَقاحِ وما الدُرُّ

مَليحٌ لَهُ خَدٌّ حَكى الوَردَ لَونُهُ

ورِدفٌ  ثقيلٌ قَد شَكى ثِقلَهُ الخَصرُ

وشَعرٌ أَثِيثٌ وَارِدٌ مُتَعَثكِلٌ

أَدِيمٌ  مَتى يَنشُرهُ يَنسَتِرُ الفَجرُ

فَتَفديهِ نَفسي مِن رَشاً حينَ زارَني

وأَيدي اللقا مِن كلِّ واشٍ لَنا صِفرُ

فَبِتنا نُديرُ الأُنسَ في أكؤُسِ الهَوى

يُرَنِّحُنا من خَمرةٍ لِلهَوى سُكرُ

وَنشربُ  راحَ اللهوِ من حانةِ الصِّبا

كِلانا كَما شِئناهُ قَد حفَّنا البِشرُ

ونقطفُ زَهرَ الوَصلِ من رَوضةِ الهَنا

ورَبعُ  الهَنا مِما نُحاذِرُهُ قَفرُ

فَيا  لائِمي كُفَّ الملام فإِنَّهُ

وَحقِّ  الهَوى في شَرعِ أَربابِهِ نُكرُ

فَلم يُصغِ للعُذّالِ في الحُبِّ ذو هوىً

ولَم يعذِلِ المُشتاقَ إِلا فتىً غُمرُ

فَما  العشقُ إِلا خَلَّةٌ أَيُّ خَلَّةٍ

بِها تُدرَكُ العَليا ويُكتَسَبُ الفَخرُ

وَلَيسَ التَصابي غَيرَ فضلٍ لمن غَدا

تَقِيّاً عَفيفاً ليسَ من شَأنِهِ الغَدرُ

وَقَد كُنتُ مَن زانَ الهَوى بِعَفافِهِ

وأَضحَى عَلَيه مِن صِيانتِهِ سِترُ

وإِنِّيَ  من  قومٍ  كِرامٍ  أَماجدٍ

لَهم بيتُ مَجدٍ باذِخٍ دونَهُ النَسرُ

هُمُ الشُهبُ قدراً والبحورُ سَماحةً

وأخلاقُهُم كالرَوضِ باكَرَهُ القَطرُ

فمِنهم  فتَى الفِتيانِ عمِّيَ راشِدٌ

كَريمٌ لَه في كلِّ حالاتِهِ الصَدرُ

كَريمٌ  زكا  فِعلاً وقَولاً ومَنشَأً

وَحازَ  عُلاً ما حازَهُ في الوَرى حُرُّ

كَريمٌ مَتَى استَودَعته السِرَّ صانَهُ

وَحاشا  عُلاهُ أن يُذاعَ له سِرُّ

مُنِيبٌ مَتى استَنصرتَهُ لِمُلِمَّةٍ

دَهَتكَ أَتاكَ الغَوثُ يَقدُمُهُ النَصرُ

إمامٌ  هُمامٌ  زاهِدٌ  مُتورِّعٌ

أَدِيبٌ  مُنِيبٌ ليسَ شِيمتُهُ الخَترُ

هُوَ  العلَمُ الهادي إلى سُبُلِ الهُدى

تنَزَّهَ  قدراً  أن يُقالَ بهِ كِبرُ

تردَّى  بأثوابِ المكارِمِ مُذ نَشا

وسادَ بني الدُنيا جَميعاً ولا فَخرُ

له هِمَّةٌ تعلو على كل همةٍ

كذا  شرفٌ ما إن يُطاوِلُهُ الغفرُ

يجودُ بما في كفِّهِ وهوَ باسِمٌ

فبحرُ النَدى من فيضِهِ ما لَهُ جَزرُ

أيا سيِّدي جارَ الزمانُ كَما تَرى

عَلَينا  وما  ينفكُّ شِيمَتُهُ المكرُ

وَفرَّقَ  منّا الشَملَ بعدَ اجتِماعِهِ

وهيَّج أشجاناً يَضيقُ بِها الصَدرُ

فَأضحَى لذيذُ العَيشِ بعد فراقِكُم

مَريراً وثوبُ الأُنسِ ليسَ له نَشرُ

فجُد وتَفضَّل بالوِصالِ تعطُّفاً

عَلينا فَطعمُ البَينِ يا سيِّدي مُرُّ

وعجِّل بهِ منك امتِناناً فإِنَّني

أَرى أنَّ داراً لستَ من أهلِها قَفرُ

وأبلغ  سَلامي سيِّدي خيرَ سيِّدٍ

نَمتهُ  إِلى العليا جَهابذَةٌ زُهرُ

فَذاكَ سليمانُ الهِزَبرُ لدَى الوَغى

متَى صالَ في الأَبطالِ جلَّلها الذُعرُ

فَلا زِلتَ يا ابنَ الأكرَمينَ موفَّقاً

وقدرُكَ  بَين الناسِ ما فوقَهُ قَدرُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد اللطيف بن إبراهيم آل مبارك

avatar

عبد اللطيف بن إبراهيم آل مبارك

السعودية

poet-Abdullatif-Al-Mubarak@

18

قصيدة

1

الاقتباسات

8

متابعين

عبد اللطيف بن إبراهيم بن عبد اللطيف التميمي الأحسائي، من آل مبارك ولد سنة 1871م في الإحساء. فقيه مالكي وشاعر سعودي،حفظ القرآن وتلقى علومه الأولية بالمدارس الأهلية، كما تلقى علوم الفقه ...

المزيد عن عبد اللطيف بن إبراهيم آل مبارك

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة