أماناً هجرتُ الرُّبوعَ زمانا

وضيّعتُ شرخَ الشَّبابِ مُداناَ

مُداناً بعرض وليس بمالٍ

هجرتُه حين هجرتُ الأمانا

نميلُ لغربِ الغوى دون وعيٍ

ونعْوِي على سكرةٍ من دِمانا

فكان لأحلامناَ جهْر قهرٍ

دعانا ألا ليتهُ ما دعانا

نلومُ الذي كنّا فيه جذوراً

بترب سنونا وننسى المكانا

ونغتالُ ما كُنَّا منه زهورا

بنسغه رُمنا الهوى والحنانا

حوانا شحيحُ الحياة فرُمنا

ثراءا على صحوة فرمانا

عُقِدنا بأفكارهم فرُبطنا

على كُفْرهم وعقَدنا القِرانا

فألقى بنا الجهل  أسباب خزيٍ

كمُهل مذاب كوى مبتغانا

نُشمُّ من الذّكر تاريخ عزٍّ

ولا نستقي من شذاهُ خُطانا

نحيّي غرِيب الدِّما من غزانا

ونكرَهُ في عُقرنا من أوانا

نبيعُ الأصالة فينا لعُجمٍ

من الدّلو بَجرا ونلوي اللِّسانا

فسدنا بلغط الصِّراع بصدْع

فَسدَّ مَداد اليراعِ نُهانا

ندسُّ الخنى من حبَانا مُحباً

ونسقي المُنى من بحقدٍ رمانا

بلغنا الزّبى نبْلع الخِزي دهرا

كفانا اسْتكانا خزانا كفانَا

سأحوِي ضُلوعي فؤاداً نقيّاً

به الحُبّ كان لهُ تُرْجمانا

عصيٌّ على قَوضة الظلم أدنو

إلى روضة الصدق أبْري اللِّسانا

وأُرجع عهدا نقيًّا كفاني على

صدْر أرضٍ روتْني زمانا

كفاني وبيتي عزيزاً مصاناً

ملكت الدُّنا ما مْتَلكْت البيانا

الى مبلغ العزّ جاهدت نفسي

ورُوحي على صحوةٍ فاحْتوانا

وأَفضلُ لي أنْ أعيشَ جَسُوراً

على نخْوتي أن أشيعَ جَبانا

وأشتري لِي تُرب أرض طهُورٍ

على عزَّتي أنْ أبيع الهَوانا

غربة وطن جريح الشاعر.المالحي زهير