عدد الابيات : 28
يا صاحِ مالكَ والغواني ما لكا؟
بالدلّ قد ملكتْ عليك فؤادكا؟
فرمتك في صرعى العقول متيماً
وغدوتَ من فرط الصّبابة هالكا
ومضت تسحُّ ذيولها مغرورة
وتسح أنت من الجفون دماءكا
وتشبّ نارٌ في حشاك وقبلَها
ما أوقدت كل النوائب ناركا
بالأمس كنتَ من الجبال صلابة
واليومَ قد نثر الحنينُ رمالكا
بالأمس لُمت العاشقين بحبهم
واليوم تُقتل إن سمعتَ ملامكا
عجباً اليك وأنت بحر زاخر
ماذا دهاك ومنك جفّف ماءكا؟
عجباً اليك وأنت سيفٌ قاطع
بالحزم قد عرف الأنام فعالكا
ماذا دهاك فعدتَ غصناً ذاوياً
تهتز إن لمس الحبيب خيالكا
أوَ أنت تشكو غدرمن أحببتَها؟
سبحان من بالحب غيّر حالكا
ياصاح ماأوفينَ عهداً في الهوى
مذ قامت الدنيا فكُفّ مقالكا
يا صاح ما أعطين قبلك نائلاً
فإلامَ ترجو عندهن نوالكا؟
كم من فؤاد قد لَهونَ بشَغله
حتى اذا في الحب أصبح سالكا
قطّعن كل وشيجةٍ من دونِها
يرتدّ نور العين أسود حالكا
وتركنه بشباكهنّ معلّقا
فمدى الزمان تراه أهيمَ شابكا
لا يستطيع الى الخلاص وسيلةً
أنّى وفيه نفثن سحراً فاتكا
ياصاح إني قد خبرتُ من الهوى
ما قد خبرتَ ونالني ما نالكا
فوجدتُ حب الغانيات مذّمةً
ومهانة فيها تُضيع شبابكا
هلاّ رجعتَ عن الهوى مسترشدًا
بعد الذي من غدرهنّ أصابكا
هلاّ صحوتَ عن التي من كأسها
سُمّاً جرعتَ الى العظام أذابكا
وعليك سلّت من سيوف جفائها
أقسى السيوف وقطّعت أوصالكا
ورمتك طُعماً للعذاب فلا تني
أنيابُه تحتزُّ منك حياتكا
يا صاح لا تُبكِ العيون فثغرُها
قد بات يهزء من عذابك ضاحكا
أقسى من الصخر الأصمّ فؤادها
ولقد أرقَّ الصخرَ هولُ بلائكا
أولى بحبك خالق الحب الذي
إن خان كل مصاحبٍ ما خانكا
أولى بقلبك من أحلّ شَغافه
صدقَ المشاعر والجمالَ أذاقكا
أولى بدمعك من أفاض حنانَه
في مقلتيك، فما ارقّ حنانكا
يا صاحِ فاقصد خالق الحب الذي
ما في الوجود سواه يشفي داءكا
34
قصيدة