عدد الابيات : 61
لغزّة قلبٌ بالمواجع مُفعمُ
وعينٌ لدمع الحزن والهمّ تكظِمُ
بما ضيّعتها العرْبُ نهباً لغاصبٍ
يصبّ عليها الموتَ حقداً وينقمُ
يدكّ بأطنان القنابل أرضَها
يقوّض أركان الحياة ويُعدمُ
يصول على أبناء غزّة عُزّلاً
بنيرانه في خبطِ عشواءَ يرجُمُ
صواريخُ من برٍّ وبحرٍ يثيرها
لتقصفَ آلافَ البيوت وتهدمُ
منازل تهوي فوق سكّانها وما
لهم من ذنوبٍ يُستباح بها دمُ
سوى أنهم في أرضهم طال صبرُهم
على رغم محتلٍّ يعيث ويغشِمُ
ومن طائرات الحقد يُمطر وابلاً
قذائفَ بالفسفور وهو محرّمُ
يدكّ المشافي والمدارسَ عُنوةً
وليست من القصف المساجدُ تسلمُ
ولا تسلمُ الأسواقُ من شرّ فتكهِ
ولا مخبزٌ للجائعين ومَطعمُ
ويوقف ضخَّ الماء لؤماً وخسّةً
ويقطع سلكَ الكهرباء ويَحطِمُ
ويمنع أنواعَ الوقود فلا تَرى
فتيلاً بما يكفي من الزيت يُضرمُ
ويقصف جمعَ المُسعِفين تعمّداً
ليقتلَ مَن فيهم ضمائرُ تألمُ
يردُّ عن الجرحى دواء معونةٍ
ويُقصي غذاءً للجياع يقدّمُ
وكلّ ضروب الاتّصال يبتّها
ليُخفي عن الإعلام جُرماً ويوهِمُ
يقتّل أطفالاً ومرضى ونسوةً
ويُذعَر إن لاقاه في الحرب ضيغمُ
جبانٌ ورِعديدٌ خدينُ سَفالةٍ
أصمُّ سفيهُ العقل أعمى وأبكمُ
ربيبُ بني صهيونَ خُلقاً وخِلقةً
وأجدادُه قارونُ والنّذلُ بَلعمُ
بُغاةٌ على مرّ الدهور تراثُهم
حقيرٌ بأنجاس الطغاة مُعلَّمُ
فمِن عهدِ موسى أُركِسوا في نذالةٍ
فصارتْ لهم ختماً على الوجه يُختَمُ
خليّون من سيماء عزٍّ وغَيرةٍ
وللذلِّ فيهم والحقارةِ ميسمُ
جريؤون في أفعال شرٍّ ومنكَرٍ
وليس يُرى منهم الى الخير مُقدِمُ
جوارحُهم بالقهر تعلو عقولَهم
كسائبة الأنعام بالحسّ تُحكَمُ
ألم يطلبوا أن ينظروا اللهَ جهرةً
فلم ينظروا إلّا صواعقَ تقصِمُ
وما أعلنوا لله شكراً وتوبةً
وما كان فيهم مَن على الاثم يندمُ
بل اتّخذوا للشِرك عِجلاً خُوارُه
له رهبةٌ فيهم تزيد وتعظمُ
وعادوا الى كفرٍ صريحٍ بقولهم
يدُ الله في غُلٍّ على البخل تُرغَمُ
فجازاهم الديّانُ عن سوء قولهم
بأنّ بغيضَ البخل فيهم مصمَّمُ
وزادهمُ مقتاً بإنزال لعنهِ
عليهم فما فيهم من اللطف درهمُ
تسودهمُ البغضاءُ بعد عداوةٍ
فليس لهم في الحبّ والسلم مغنمُ
ويسعَون للافساد والحرب أينما
يحلّون في صقعٍ وأيّان يمّموا
قد اتّخذوا أحبارَهم دون ربّهم
ورهبانَهم أربابَ سوءٍ تُفخّمُ
يزيدونهم جهلاً وحمقاً وقسوةً
وكِبراً عليهم بالغرور يُخيّمُ
فصاروا يرون الناسَ دون مقامهم
علوّاً بمذموم الفِعال يترجَمُ
تمادَوا فقالوا نحن لله وُلدُه
وأحبابُه دون الخلائقِ نُكرَمُ
وهم أرذلُ الماضين من كلّ أمّةٍ
وأتعسُ أحياءٍ على الأرض تُذمَمُ
فقد نسبوا لله فقراً وحاجةً
وعن عهدهِ بالدّين والحقّ أحجموا
ومن حبّهم أدنى حُطامِ دنيّةٍ
عَتَوا عن كتاب الله كفراً وأجرموا
وبالجِبت والطاغوتِ والشّركِ آمنوا
على بِغضةٍ للمسلمين تلأموا
عناداً مع الحقّ المبين يقودهم
الى لعنة الدنيا وبعدُ جهنّمُ
يُنادون أمريكا حليفةَ بغيهم
وأنجاسُ أوربا لذا البغي تدعمُ
عداءً لدين المسلمين وعيشِهم
وأن لا يُرى منهم سعيدٌ منعّمُ
أقاموا لإسرائيلَ شرَّ دويلةٍ
لأرض فلسطينَ الحبيبةِ تقضِمُ
تُهجّر من سكّانها كلَّ أسرةٍ
عريقةَ أصلٍ في البلاد وتظلمُ
تصادر أتعابَ السنين بأرضِهم
وتسرق مِن أموالِهم ما تجشّموا
وتأسر من أحرارِهم كلّ رافضٍ
أبيٍّ لأغلال المذلّة يهشمُ
وتقتل من أطفالِهم كلّ قاذفٍ
حجارةَ رفضٍ للبنادق تصدمُ
تطارد جمع الثائرين بفتكها
فلا ينثني منهم عن الثأر مسلمُ
وتطلب إضلال الأنام بمَكرها
تَحيك لهم شرّ الشباكِ وترسمُ
أكاذيبَ تُلقيها على كلّ مَسمَعٍ
ومَرأىً لواهنة العقول تُسمّمُ
تُعادي بها للمسلمين عقيدةٍ
عليها بأصناف الأباطيل تهجمُ
تحرِّف قولَ الأنبياء وفعلَهم
لتصنعَ مجداً زائفاً فيه تحلُمُ
وما زال فيها للصهاينة الأُلى
رعَوها غصونٌ بالفساد تبرعمُ
فهذا (نتنياهو) و(غالانتُ) فيهما(1)
وفي (غانسَ) أو في (بن غفيرَ) تجسّموا(2)
عتاةٌ طغاةٌ مجرمون تفرعنوا
وكلٌّ على أبناء غزّةَ أعرمُ
تنادَوا الى شرٍّ يقود جنودَهم
الى قعر وادٍ في لظاه تقحّموا
سيأتون هُلْكاً ماحقاً لجموعِهم
لَذكراهُ صابٌ في اليهود وعلقمُ
ويأتون وعداً بالزوال لمُلْكهم
قضاه الّذي بالغيب أدرى وأعلمُ
وفي غزّة الأحرارُ درعٌ مسربَلٌ
عليها يردّ الشانئين ويَلجمُ
وفي غزّةَ الأحرارُ سيفٌ مقاتلٌ
يُفرّي رؤوسَ المعتدين ويخذِمُ
وتبقى فلسطينُ الإباءِ عصيّةً
على غاصبٍ من أرضها سوف يُهزَمُ
34
قصيدة