الديوان » العصر العباسي » ذو النون المصري » الحمد لله الذي أعطاني

عدد الابيات : 45

طباعة

الحمد  لله الذي أعطاني

من سبعة العلم وما أولاني

فالعلم  خير من أب وصاحبِ

فراغبٌ فيه وغيرُ راغبِ

يا  طالب العلم السني الحالِ

افهم كلامي واستمع مقالي

اطلب هداك الله من علومكا

ما يمنح الناطق من نديمكا

فلن تنال بغية الأوطارِ

حتى تُعالي طلب الأحجار

وتعرف الأرواح والأجساما

وتحكم القول بها إحكاما

وتجمع المفترقات في النسبْ

حتى  تصيرها لأم ولأبْ

وتسكن  الروح برفق في الجسدْ

حتى ترى فيه مقيماً قد خلدْ

من  بعد ما كنت نقيت عنها

أوساخَها  حتى خليت منها

وتزوج الآبق مع ما قد ثبت

بحس  رفق منك كيلا ينفلت

ثم  إذا  أزلت عنها ظلها

وقد  صرفت عقدها وحلها

ابدأ على اسم الله فاعرف ماهته

فإنها  من جنسها كماهته

فإنه  من حجر سيال

مدبر   لنفسه  فعال

مستخرج من عنصر كريمِ

مستحدث  من أولٍ قديمِ

لم  تنشَ في الأرض ولا سماءِ

غذاؤها الطلُّ مع الهواء

من  أربع  مفترقات تجمعُ

وكلها  في  واحد ستجمعُ

ليس  إلى شيء سواه تحوجُ

فلا  يضيقنَّ عليك المخرجُ

ما  ثَمَّ  غير حجر وماءِ

وحسنُ تأليفكَ للأشياءِ

اخلطمها وأحسِنِ الأخلاط

وانحهما القوة والنشاط

حتى  إذا ما مخضا كالزبدِ

واتحدا من بعد طول الكد

وصار  شيئاً واحداً في منظرِهِ

كالفم  في ظاهره ومكسره

أودعْهُ في قعير بيت مظلمِ

ليس  له إلى الهوا من سلَّم

فذاك مبدا الصنعة الكريمه

بينة  في الصفة الحكيمه

وخلها  فيه زماناً لابثه

مقيمةً  ساكنةً وماكثه

ليس تراها أعين النظارِ

محجوبة عن نظر الأبصارِ

حتى إذا ما أخمدت زمانا

ورضيت مكانها مكانا

تحضنها  حرارة لطيفه

داخلة  من حجب كثيفه

أبرزتها إلى ضياء الشمسِ

ولم تكن من أمرها في لبس

وذاك من بعد تمام الوقتِ

وستة  قد ضُربت في ستِّ

فسَقِّها  ولِتْها بالسحقِ

بالعنف منك تارة والرفق

فاصنع بها كما صنعت أولا

ولا  تكن في أمرها مستعجلا

حتى إذا ما أنقِيت أوساخُها

وكان  من ظلمتها انسلاخُها

أعدت رفقاً روحها إليها

من  بعد ما ضممته عليها

فأصبحت  من بعد موت حيّه

محمودة أفعالها مرضيه

فروِّها  في العقد أيضاً ثانيه

فثمَّ يبدو سرها علانيه

إن الطريق للعيون واضحه

بينةٌ أعلامُها ولائحه

وكلما عاودتها وزدتها

جاءت  لعمري فوق ما أردتها

حتى إذا أكملتها ثلاثا

لم  تخش من أفعالها التياثا

لو  كنت في تدبيرها رفيقا

لم  تعرف القرعة والإنبيقا

ولا  الإشال فاحذر الإشالا

فقد  أضل قبلك الجهالا

إياك  والزيبق والحديدا

فليس  من عاناهما رشيدا

ولا الزرانيخ ولا الكبريتا

فقد بليت إذ بها بليتا

ولا النحاس والرصاص الأبرصا

كلاهما أصبح جسما ناقصا

وإن  وجدت  هذه الأسماء

قد أطنبت في ذكرها الأنباء

فإنها  موضوعة لغيرها

فلا تكن متحيراً في أمرها

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ذو النون المصري

avatar

ذو النون المصري

العصر العباسي

poet-Dhul-Nun-Al-Misri@

31

قصيدة

13

متابعين

ثوبان بن إبراهيم الإخميمي المصري، أبو الفَيَّاض، أو أبو الفيض.ولد في أخميم في مصر سنة 179 هـ - 796 م عالم عقيدة، وطبيب، وعالم آثار، ومؤرخ، وشاعر ...

المزيد عن ذو النون المصري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة