الديوان » المغرب » الحراق » أماطت عن محاسنها الخمارا

عدد الابيات : 23

طباعة

أَماطَت عَن مَحاسِنِها الخِمارا

فَغادَرَتِ العُقولَ بِها حيارى

وَبَثَّت في صَميمِ القَلبِ شَوقاً

تَوَقَّدَ  مِنهُ كُلُّ الجِسمِ نارا

وَأَلقَت فيهِ سِرّاً ثُمَّ قالَت

أَرى الإِفشاءَ مِنك اليَومَ عارا

وَهَل  يَسطيعُ كَتمَ السِّرِ صَبٌّ

إِذا  ذُكِرَ الحَبيبُ إليهِ طَارا

بِهِ  لَعب الهَوى شَيئاً فَشَيئا

فَلَم يَشعُر وَقَد خَلَعَ العذارا

إِلى  أَن صارَ غَيباً في هَواها

يُشيرُ  لِغَيرِها وَلَها أَشارا

يُغالِطُ في هَواها الناسَ طُرّاً

وَيُلقي في عُيونِهِمُ الغُبارا

وَيَسأَلُ عَن مَعارِفِها التِذاذاً

فَيَحسَبُهُ  الوَرى أَن قَد تَمارا

وَلَو فَهِموا دَقائِقَ حُبِّ لَيلى

كَفاهُم  في صَبابَتِهِ اِختِبارا

إِذا يَبدو اِمرؤٌ مِن حَيّ لَيلى

يَذلُّ  لَهُ وَيَنكَسِرُ اِنكِسارا

وَلَولاها لَما أَضحى ذَليلاً

يُقَبِّلُ ذا الجِدارَ وَذا الجِدارا

وَما  حُبُّ الدِّيارِ شَغَفنَ قَلبي

وَلكِن حُبُّ مَن سَكَنَ الدِّيارا

وَلَمّا  أَن رَأَت ذُلّي إِلَيها

وَحُبّي  لَم يَزِد إِلّا اِنتِشارا

وَأحسَب في هَواها الذُلُّ عِزّاً

وَحقري في مَحَبّتِها اِفتِخارا

أَباحَت وَصلَها لكِن إِذا ما

غَدَونا مِن مُدامَتِها سُكارى

شَرِبناها فَلَمّا أَن تَجَلَّت

نَسينا مِن مَلاحَتِها العقارا

وَكَسَّرنا  الكُؤوسَ بِها اِفتِتاناً

وَهِمنا في المُدير بِلا مُدارا

وَصارَ السُّكرُ بَعدَ الوَصلِ صَحواً

وَأَينَ  السُكرُ مِن حُسنِ العَذارا

فَدَعني يا عَذولي في هَواها

كَفى شَغفي بِمَن أَهوى اِعتِذارا

أَتَعذِلُ  في هَوى لَيلى بِجَهلٍ

لِمَن في حُبِّها بَلَغَ القصارا

فَذا شَيءٌ دَقيقٌ لَستَ تَدري

لِدِقَّتِهِ المُشير وَلا المُشارا

بِهِ  صارَ التَّعَدُّدُ ذا اِتِّحادٍ

بِلا  مَزجٍ فَذا شَيءٌ أَحارا

فَسَلِّم  وَاِترُكن مَن هامَ وَجداً

وَما  أَبقى  لِصَبوَتِهِ اِستِثارا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الحراق

avatar

الحراق

المغرب

poet-Al-Haraaq@

63

قصيدة

12

متابعين

محمد بن محمد بن عبد الواحد بن يحيى العلمي الشاذلي الدرقاوي الشهير بالحراق ولد سنة 1186 هـ - 1770م. شاعر صوفي من فقهاء المغرب. وفاته بتطوان. له (ديوان العلمي - ط) ...

المزيد عن الحراق

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة