فيها كان حلّنا قريبين لا بعيدين،
كانت تجمع ابتساماتٍ لا حزنا يهويها،
ولا بخلا يطغى في حضنها...
سئلت عن ذويها يوما...
وما جوابها أقنع الغريب والحبيب...
هي الصديقة الحبيبة المتلهفة،
لعشقٍ يجمع بين بينٍ...
هل سئلت يوما عن حالٍ وكيف عشته؟
أم سألوك عن عهدٍ هل أوفيته...؟
أم تحيةً نسيت...؟
منها منحنا حبّا لا بغضا
منها منحنا حنانا وعطفا
للغير علّمتنا اقترابا لا خوفا
وإلى دارٍ عودةً لا هربا،
بين حبيبين جمعت ما فرّقت أبدا
هل سئلتَ يوما عمن هي؟
هل أخبرتهم حقيقةً أخفيتها...؟
أم أخفيت عنهم ذويهم في عقلٍ لا مخبرا؟
كانت الجزء الذي كوّننا أحسن تكوينٍ
ما علّمتنا إياه دراسةً في حوضٍ
وما علّمنا كلماً أحلى مما علمتنا
كانت مشرفةً على نبوغٍ وتربيةٍ
لكننا ما كنا في حسنٍ كما علّمنا ولا علما نفع،
هي جزء كانت ولازالت منا تنتظر،
هل سئلت يوما عن خطئٍ ما كان ذنبا...؟
أم أخبروك كونك مذنبا لذنبٍ لا حرجا فيه...؟
ليست كما ظنّها الكثير...
ولا ما اعتقد فيها سيّدا ظنّ قليل،
هي سؤالها خوفٌ...
واحراجها دمارٌ لنفسٍ وذاتٍ ما أدمعت،
في حضنها دفئٌ لقلبٍ مات بقهرٍ،
قيل لها: "من أنت...؟"
ما حبّة سؤالا قبلا...
لجوابٍ منها ما كان قريبا...
إنها من منحت وما منحت شيئاً
في قلبها الحنان للغير غيرا...
ولرّفيق جيراً
وما تركت حزيناً إلا منحته سعادةً
وما بكيّ في حضنها رضيعٌ إلا وداعبته،
قلبها رفيقٌ لا رفيقا غيره،
وهي سيّدةٌ تأتي قريبةً للكل،
فل تمنح خيرا من ربنا...
ول تعش في قلوبنا حبّا
كمالا كانت لنا والله شاهدٌ على حنينها
ورفقها وصدقها وحبّها...
يعتبر محمد الغندور من شعراء العصر الحديث حيث كتب ديوانـــاً شعريـــاً منحه عنوان <المجموعة القصائدية للفيلسوف المتمرّد> في فصله الأول <عنوة العاطفة، تنوعت فيه القصائد ما بين قصائد مدحٍ وغزلٍ.