الديوان » سوريا » محمد الحسن الحموي » فؤادي كلما ذكر الحبيب

عدد الابيات : 43

طباعة

فؤادي  كلما ذكر الحبيب

بنيران الهوى العذرى يذوب

ولكني  كتمت هواه كيلا

يعنفني بمن أهوى الرقيب

ولي في موقف العشاق سر

وحالي بينهم حال عجيب

إذا أخفيت عن زيد وعمرو

صباباتي فيظهرها النحيب

وإن  جن الظلام بذلت دمعي

وفي حشو الحشا عبث اللهيب

ومن  جان الجمال شربت صافي

حميا الحب فأزداد اللغوب

وفي بحر الغرام ركبت قدماً

جواري الوجد إذا طاب الركوب

كموسى العزم قد أنست ناراً

على جبل الرضا يجلي الحبيب

كما نوديت في سر وجهر

ومن أهواه عندي لا يغيب

وفي وادي الحضور خلعت نعلي

وأوقات الشهود بدت تطيب

لذا كان الشهود بعين قلبي

وعين الجسم مغمضة قطوب

وعين الحب ترعاني بلطف

خفى عنه يبتعد المريب

أرى بين الملا رجلاً كغيري

ويجهل خطتي الرجل الكذوب

وإني  في الحقيقة قيس ليلى

وحبي  أمره أمر غريب

عشقت جمال ليلى مع عفاف

وقلبي كلما ذكرت يذوب

وقال          أيضاً:

وقائلة  أرك مع العذارا

خلعت بحب من تهوى العذارا

وما علمت بأن الهوى الغواني

أدار بكأس أشواقي العقارا

عقار شكلها القاني كخد

يفوق  الورد طيباً واحمرار

به  ماء الملاحة راق يحكي

صفاء الودق ينحدر انحدارا

بروحي وجنة رقت وراقت

رأيت  الليل فيها والنهارا

فإن  الليل خال قام فيها

يناجي  ربه الباري جهارا

واعني بالنهار جمال خد

حوى في روضه ماء نارا

فأما الماء يروي عنه دمعي

ويحكيه انسكاباً وانهمارا

وأما النار تحكي نار وجدي

فنار الوجد تستعر استعارا

وفوق الخد سيف الحظ يروي

صحيح الفتك قسراً واقتدارا

ألا فأعجب لمنكسر صحيح

دعا أهل الهوى العذرى سكارى

لحيظ  حارس  أوراد خد

وبالفتك الشجي منه استجارا

ضللت  بليل شعر مثل حظي

وعقلي في دجى ذا الليل حارا

إذا  لاحت لنا شمس المحيا

حسبت الليل يا قومي نهارا

فإني في هوى ليلي أراني

هجرت  وعزة الله الديارا

ورحت  أسير ألحاظ خفاف

لا رباب الهوى تبدي احورارا

فما  رفعت نقاب الحسن إلا

رأتني خاضعاً أبدي الوقارا

فإني في هواها من قديم

حليف جوى ووجدي لا يبارى

سقتني خمرة الإخلاص سراً

فهمت وسرت اقتحم القفارا

بحان جمالها كم طاب شربي

وفي نور الهدى لبي توارى

وغبت عن السوى حساً ومعنى

وفي طور المنى آنست نارا

بمصر  الحب نادمني نديم

سبى  الألباب مذ كشف الخمارا

نديم صفا أدار لنا كؤوساً

من التوحيد في روض أدارا

أزال  الغين عن عيني وقلبي

بنور  الذات والتقوى استنارا

تجلت  هذه الأكوان حتى

رأيت البيد منها والبحارا

وجال الطرف في بر وبحر

وفي  ملكوت علم الله سارا

رأى هذا الوجود ومن عليه

يصير إلى الفنا يا من تمارى

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد الحسن الحموي

avatar

محمد الحسن الحموي

سوريا

poet-Mohammed-Al-Hassan-Al-Hamwi@

218

قصيدة

3

الاقتباسات

2

متابعين

محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد السمان، أبو العزم، جمال الدين الحسيني الحنفي الحمودي. باحث، شاعر أديب،عالم مسلم ومتصوف وكاتب وشعر سوري ولد في حماة سنة 1877م من أهل حماة. تعلم ...

المزيد عن محمد الحسن الحموي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة