أحمد مولى ألف القلوبا
على الهوى وعزز الحبيبا
وذلل العاشق والمريبا
وأوجد العاذل والرقيبا
حمداً يليق بمقام الرب
سبحانه في ملكه تعالى
وأبدع الكمال والجمالا
وخلق الظبية والغزالا
وأرسل السهام والنبالا
من لحظ من أهوى لجرح قلبي
أحمده ما ليل صب جن
وما جريح القلب فيه أن
وما غصين مال أو تثنى
وما محب بالهوى تعنى
حمداً به تفريج كل كرب
ثم صلاة الله مع السلام
على النبي أجمل الأنام
حبيب ذي الجلال والإكرام
صفيه من صفوة الكرام
وآله الغر وخير صحب
ما لاح بدر في سما المعالي
أوهام ولهان بذي الجمال
أو ذات حسن باهر حلالي
وأشغلت بذا الجمال بالي
وحيرت فكري به ولبي
ألفنها بديعة المعاني
بحسنها سادت على الغواني
رقيبها في حبها أوغواني
وضلني عن حسنها الفتان
ورام بعدي بعد خير قرب
عشقتها صغيرة أليفه
خفيفة لطيفة ظريفة
عقبلة من أسرة شريفة
جميلة رشيقة نحيفة
مثل غزال سارح في سرب
أرعيتها رعاية الدلال
بأعين الوقار والكمال
أرقى بها مر مراقي الجلال
بأسعد الأيام والليالي
محافظاً على مقام الحب
كنت إذاً أتيتها لأنس
نزهت عن ريب الكلام
أعيذها من ربها برجس
ومن خسيس الطبع والأخس
ومن لئيم جاءها بريب
أعيذها بالناس من وسواس
ومن مريد مارد خناس
ومن مسيء الظن بين الناس
ومن عنيد وعتيد قاسي
أعاذها من هؤلاء ربي
أعيذها بسور القرآن
من كل ذي زور وذي بهتان
من عالم الأنس الدنى والجان
يحفظها الله بكل آن
سبحانه لمن دعا يلبي
فإنها كثيرة الحنان
رقيقة الطباع والمباني
سنية الجمال والمعاني
فصيحة اللسان والبيان
شرقية فاقت بنات الغرب
هندية الألحاظ والقوام
مصرية الألفاظ والكلام
لحسنها التركي نما غرامي
وثغرها الدري بها هيامي
فها أنا مجنونها وربي
ما قيس ما جميل جاء مثلي
بالحب بعدي هائم وقبلي
ما عمر الفارض روح الكل
مثلي سما بحبه الأجل
ومن هواه فاز بالأحب
أمضيت أياماً تفوق العدا
بلعب أمزج فيه الجدا
بعزة النفس بذات الجهدا
وصنتها من كل من تعدى
صيانة الأستاذ والمربي
أجعل نفسي عندها صغيرة
ونفسها أعدها كبيرة
هذبتها حتى غدت أميرة
وزهرة زاهرة نضيرة
تهتز تيهاً كاهتزاز القضب
قوامها بدا بروض الحسن
ينو بعز كنمو الغصن
هوى الصبا يهزه ويثني
فيثني كشارب من دن
راح الهوى وتأيه من شرب
إذا رأى غضن القوام خالي
وعن أمور الحب بانشغال
هام به وصار بانذهال
مما يرى من هيبة الجمال
أظنه يقول هذا ربي
يعبده حتى إذا تغيب
وفي سما غرفته تحجب
آب إلى رشاده وأعجب
واستغفر المبدع ثم استغرب
من كهرباء الحسن ذات الجذب
تيار هذي الكهرباء حيناً
تجذب كل كائن وحينا
شعاعها يغدو لنا كميناً
بأعين رأيتها عيونا
تهيأت لأسر كل صب
أصبحت ما سور أفها فؤادي
أحرمه الوجد من السهاد
يذوب أن بدا بكل نادي
ذكر التي أخلصتها ووداي
في حالتي بعادها والقرب
ظننت أيام اللقا تدوم
بغير من يعذل أو يلوم
والدهر يصفو والهنا يحوم
ما حولنا وتطرد الهموم
عنا وتصفو لي الليالي قربي
لكن صفو حبها تكدر
وقلبها من لائم تغير
فقررت لي الجفاء الأكبر
وإنني في حبها كعنتر
وحبها أحفظه في قلبي
إذا الجفا مكن قلبها تمكن
أسره الهوى لنا وأعلن
وحبها بمهجتي توطن
مهما العذول لام أو تيقن
بأنه أوقعها في ريب
أتيتها يوماً من الأيام
أسمعها مارق من كلامي
فجاءني وغد من اللوام
مضطرب الفؤاد والكلام
يروى حديثاً واهياً عن وهب
عرفت أن الغدر منه نما
وأنه بقول زور نما
واستغفل الولد ثم الأما
وليس يجدي لو ولم ولما
واخترت بعد الدار بعد القرب
فها أنا حليف وحد وشجن
وقصتي تتلى على طول الزمن
وعبرتي تهمي وقلبي مرتهن
وأحرمت عيناي لذات الوسن
ما عشقت في الدنيا بكل صواب
محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد السمان، أبو العزم، جمال الدين الحسيني الحنفي الحمودي.
باحث، شاعر أديب،عالم مسلم ومتصوف وكاتب وشعر سوري ولد في حماة سنة 1877م من أهل حماة.
تعلم ...