عدد الابيات : 36

طباعة

تحيَّرَ فِكري ، واستبدَّ بيَ الحَدسُ

وشط بيَ الظنُّ اشتكتْ هوله النفسُ

ومرَّتْ على التفكير أعتى هواجس

كأني بنفسي قد تعقبها المس

وكم فاجأتني قصة بعد قصةٍ

ولكنَّ هذي خط حَبكتها الهوس

ودَققتُ إسناداً ، وحَققتُ مصدراً

أسائلُ هل أبطالها يا تُرى إنس

كأني بليلى تشتكي الحالَ لم يطِبْ

تضيقُ بما تلقى ، ويقتلها البؤس

وقد بلغتْ مِن سَورة النفس مَبلغاً

وتشكو ضناها حيث طلقها قيس

وداعبَها طيفُ الرجوع لقيسها

وكيف وقد بانتْ ، وسربلها اللبس؟

فقِيلَ اقصدي تيساً وضحِّي وأحسني

ولا تعجبي ، كم حل مشكلة تيس

فلفتْ ودارتْ في محيط ديارها

تُفتشُ عن تيس ، فآلمَها العَّس

تُريد افتِدا قيس بتيس مُؤجَّر

وجدَّتْ سِراعاً لا يُراودُها يأس

ولكنَّ تيسَ الحي ليس يروقها

لقد يفضحُ العَجلى ويُودي بها الوَكس

فقالت: أريد التيسَ مِن غير دارنا

يجودُ به الرومانُ إن راموا أو الفرس

لتضمن أن يرضى ويُنفِذ أمرها

فلا ينتوي حُباً يُرافقه الأنس

ولكنْ بلا جهر يُؤدي مُهمة

له في (سويسرا) الحبُّ والودُّ والمَس

ومُدتُها شهرٌ ، وليس يَزيدُه

ومكفولٌ الإيجارُ ليس به بَخس

ريالاتُه قد أمنتْ في حسابه

نعم حُدِّدَتْ فيم التخرُّصُ والحدس؟

وآلافها إنْ عَدَّها مائة ، فهل

يُراهنُ بعد الحَصر ما خانها فلس

وجاء العريسُ الشهمُ للأهل خاطباً

وقال: لِليلاكم أتى خِلسة قيس

وزاد: ألا هل نظرة أكتفي بها

لأدرك مَن (ليلى) ويبتشر الحُسن؟

رأتْني وما أبصرتُ يا ناسُ وجهها

وما أدركتْ نفساه ما يحتوي الرأس

فقالوا: أتتْ ليلاك في صحن ملحق

فعاينْ لتلقاك اليراعة والطرس

فعاينتُ (ليلى) والجمالُ يلفها

وإما مشتْ دَف التبختر والمَيس

فوافقتُ محبوراً ، وتم زواجُنا

وقضَّيتُ أسبوعين يَغبطني العُرس

غدا في (سويسرا) السعدُ والوعدُ والهنا

وما حلَّ بي كربٌ ، ولا زارني تعس

وعُدتُ لأهلي ، ثم عادتْ لأهلها

وما بي ارتيابٌ يُوغر الصدرَ أو وَجس

وفوجئتُ بالعصما تُريدُ طلاقها

وتُعطي كما أعطتْ فساورَني الحَيس

فقلتُ: معاذ الله هل جئتُ منكراً

هل انجرتْ نفسي وخامرَها رجس؟

فقالت: يمينَ الله أنت مُبَرَّؤٌ

ولمَّا يُعكرْ صِيت زوجي أنا بخس

تساميتَ صِيتاً وانتساباً وسُمعة

ولكنه دَورٌ يُؤديه مندس

جعلتُك بيني والحليل مُحللاً

وبالعكس للأشياء يتضحُ العكس

يقولون: تيسٌ مستعارٌ لنعجةٍ

وكيف يطيبُ الزرعُ إن خبُث الغرس؟

فكنتُ بكل الصدق أجودَ نعجةٍ

وأنت لها ياصاحبي زوجُها التيس

وأعطيتُ أجرَ الدور ، والبنكُ شاهدٌ

كأني بهذا المال في بذله المَكس

ومحظوظ التيسُ المُحلل زوجة

تصدَّقْ بعُشر المال كي يذهبَ الهلس

وأما أنا فالعَودُ للزوج مَطمحي

عسى أبصَرَتْ عيناك واتضحَ الدرس

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1954

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة