الخطاب
مكارم البأس و الجود قد تذهب
سُدى ما لم تزيِّنها البشاشة و البشرُ
و لن تكسب ود امريء بادرته كبرا
و منك نصيبه التأنيب و الزجرُ
كمن اعطى بيدٍ و باليد الأخرى
يجلد بالسوط و النُذرُ
فما السحاب بالصواعق و البروق
ما لم يصيبك منها وابل القطرُ
و لن يسرُكَ من صاحب حديثه
مبطّنٌ ظاهرُهُ حلوٌ و باطنهُ مُرُّ
و لا تسدي للأصحاب عهدا لست
تحفظه و لا ضير إن أملتهم خيرُ
لا عتب على نمام يسعى للخراب
و العتب كل العتب لمن يسمع له عذرُ
وما اذا ارتجي من صديق يسرني علنا
و أعلمُ أن أنامله من دمي حمرُ
شيَمُ الكرام اذا رأوا في الناس مثلبةً
كان دوائها التجميل و السترُ
لكلٍّ من بني الانسان غايتهم و كل امرىء
يسعدهُ العرفان و العذر
و الصمت عند اشتداد الغيض
و ضبط النفس من سبل الفخرُ
232
قصيدة