عدد الابيات : 27
يَــا صَـاحِبِي رُوحِـي هُـمُومًا حُـمِّلَتْ
ورَواحُـــهَـــا رَاحٌ رَحِـــيــقٌ عُــتِّــقَـتْ
يَــا ذا الـسّـخَا صَـبًّا وهَـاتِ كُـؤُوسَهَا
تَـبَـعًا وشَـارِكْنِي بِـمَا نَـفْسِي جَـنَتْ
أَبْـصَـرْتُ فــي حَـرَمِ الـجَمَالِ عَـشِيَّةً
رِيــمًـا تَــرَجْـرَجَ رِدْفُــهَـا لَـمَّـا انْـثَـنَتْ
سَــلَّـمْـتُ رَدَّتْ بِــالـسَّـلَامِ تَـغَـنُّـجًـا
وتَـبَـسَّـمَتْ لَــمَّـا وقَــفْـتُ وأَطْـرَقَـتْ
واحْــمَــرَّ خَــدَّاهَــا وأَبْـــرَقَ ثَـغْـرُهَـا
فَـــرْطَ الـحَـيَـاءِ فَـأَشْـرَقَـتْ وتَـهَـلَّلَتْ
سَـاأَلْتُهَا يَـا رِيـمُ مَـا اسْـمُكِ جَـاوبَتْ
اِسْـمِـي سُـعَـادُ ولَـيْـتَهَا مَـا جَـاوبَتْ
هَـمَـسَـتْ بِــصَـوْتٍ خَــاشِـعٍ وكَـأَنَـهُ
نَــايٌ بـأَشْـجَانِ الـصَّـبَا حُـزْنًا شَـكَتْ
فَـتَـهَيَّجَتْ فــي الـنّفْسِ مِـنْهُ بَـلَابِلُ
يَـــا لَـيْـتـهُ لَــمَّـا تَـرَنَّـمَ مَــا سَـكَـتْ
فَـبَكَيْتُ مِنْ حُسْنِ المَلِيحَةِ واسْمِهَا
وعَـشِـقْـتُهَا مِــنْ نَـظْـرَةٍ لَـمَّـا رَنَــتْ
نَـاشَـدْتُـهَا كَـيْـفَ الـسَّـبِيلُ لِـوصْـلِهَا
فَـعُيُونُهَا الـشَّهْلَاءُ قَـلْبِيَ قَـدْ سَـبَتْ
قَــالَـتْ تَـكَـحَـلْ يَــا فَـتَـى مِـنَّـا ودَعْ
عَــنْـكَ الـمُـحَالَ وأعْـرَضَـتْ وتَـدَلَّـلَتْ
فَـرَأَيْـتُنِي لَـمَـا غَــدَتْ فــي شَـأْنِـهَا
حُــمَّ الـحَـشَا وبَــرُودُهُ لَـهَبٌ صَـفَتْ
يا .. فَاسْقِنِي النِّسْيَانَ كَأْسًا سَابِغًا
عَلِّي أُعَافَى مِنْ هَوى مَنْ قَدْ سَلَتْ
فَـسُـقِـيتُ كَــاسَـاتٍ بِـكَـفَّيْ عَـاتِـكٍ
تُـنْسِيكَ هَـمَّ الـكَوْنِ إِنْ هِـيَ قَـبَّلَتْ
مَـــــا نِــعْـمَـةٌ كَــــرَواحِ رَاحٍ عَــاتِــقٍ
فـــي لَـيْـلَـةٍ قَــمْـرَاءَ ظُـرْفًـا عُـطِّـرَتْ
صَـهْـبَـاءُ قَــاهِـرَةُ الأَسَــى عَـسَـلِيَّةٌ
وعَــدَتْ بِـتَـنْوِيرِ الـنُّـهَى وبِــذَا وفَــتْ
صِـرْفٌ مُـشَعْشَعَةً إِذَا هَـجَمَتْ عَلَى
جَــيْـشِ الـمَـواجِعِ شَـرَّدَتْـهُ وقَـتَّـلَتْ
مِـسْـكِيَّةٌ إِنْ شَـمَّـهَا عَـقْـلُ الـفَـتَى
أَمْـسَى كَـرُوحِ الـعَنْدَلِيبِ إِذَا انْتَشَتْ
طَـرَبًـا يُـدَنْـدِنُ مِــنْ مَـواوِيـلِ الـهَوى
ودُمُـوعُـهُ غُــرُّ الـغَـوادِي قَــدْ هَـمَتْ
(أَنَـــا يَــا سُـعَـادُ بِـحَـبْلِ وُدِّكِ واثِــقٌ
يَــــا جَــنَّـةً لِـلْـعَـاشِقِينَ تَـزَخْـرَفَـتْ)
فَشَرِبْتُ حَتَّى قَدْ نَسَتْ كَفِّي فَمِي
وكَـذَاكَ رِجْـلِي كَـيْفَ تَـمْشِي أَنْكَرَتْ
ونَـسِيتُ نَـفْسِي والطَّرِيقَ وصَاحِبِي
والـلَّـيْلَ أَرْخَــى سِـدْلَـهُ أَمْ أَشْـرَقَتْ
مُـتَـهَـدْهِـدًا أَحْــبُــوا بَـلِـيـدًا خَــامِـدًا
عَـقْـلِي وقَـلْبِي والـجَوارِحُ قَـدْ خَـبَتْ
زَحْـفًـا عَـلَـى بَـطْـنِي وكُـلِّـي مَـيِّـتٌ
لَـكِـنَّ حُـبَّـكِ يَــا سُـعَـادِي لَـمْ يَـمُتْ
فَـهَواكِ فـي خَـلَدِي سَقَتْهُ مَدَامِعِي
فَـنَـمَا وأَزْهَــرَ فــي سُـويْدَائِي ثَـبَتْ
فَـارْعَـيْـهِ وصْـــلًا يَـــا سُــعَـادُ فَـإِنَّـهُ
إِنْ تَـهْجُرِي شَـوْكُ الأَسَـى فِيهِ نَبَتْ
إِنَّ الـحَـيَاةَ مِـزَاجُـهَا فــي كَــفِّ مَـنْ
نَـفَخَ الـهَوى فـي الرُّوحِ أَولَ مَا هَوتْ
7
قصيدة