الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » بين البهلول والرشيد!

عدد الابيات : 27

طباعة

منحَ (الرشيدُ) مَقامَه بُهلولا

  يوماً لينظرَ حُكمَه المَأمولا

  فلرُبما وافى بأزكى حِكمةٍ

  حتى يُكافأ بالجميل جميلا

ولربما أعطى حُلولاً فذة

  لدغاول تُضفِي لظىً وذُحُولا

ومضى (الرشيدُ) لشأنه في نزهةٍ

  ليُزيلَ هماً في الفؤاد وَبيلا

وليُمْتِعَ النفسَ التي كم حُمِّلتْ

  عِبءَ الخِلافة في الديار ثقيلا

لكنه أوصى (أبا وَهْب) بطيِّب قوله

  حتى يكون عن (الرشيد) وكيلا

بالعدل فاحكمْ ، لا تكنْ متجبِّراً

  لتكون عني في الأنام بديلا

فإذا ببُهلول يقودُ حَميرَه

  ونأى بها صوبَ المَفازة ميلا

ورأى (الرشيد) جُموعَها مستغرباً

  متأملاً فيما ارتآه طويلا

متسائلاً عن أمرها ، ماذا جنتْ

  لتُقاد قسراً بُكرة وأصيلا

فأجاب (بُهلولٌ) جعلتُ ضريبة

  تُجبى على زوج يعيشُ رذيلا

بالجبر تحكمُه الحليلة ، فارتضى

  أحكامها ، وتكلف التبجيلا

فالأمرُ ما أمرتْ ، ويُذعِنُ طائعاً

  فإذا تأبى أن يعيش ذليلا

فليرتحل عن داره مستغنياً

  أمسى الخلاصُ من البلاء رحيلا

فإذا استكان لحُكمها ، فضريبتي

  منحي حِماراً طيباً وذلولا

ورأيتُ في دربي فتاة غضة

  ترجو لها بين الرجال حليلا

فجهرتُ هذي لـ (ـلرشيد) عَروسة

  حتى تُبدِّل حاله تبديلا

لتُعيد فوراً ما تمرَّقَ من صِبا

  حتى تُرَجِّع بأسَه المأمولا

فنرى (أميرَ المؤمنين) بقصرها

  بين الأنام مفضلاً تفضيلا

يسعى وقد منحتْه نورَ جمالها

  والوجه يُمسي في الورى القِنديلا

فإذا بـ (ـهارون) يقولُ مُبكِّتاً

  مِن صوتِكَ اغضضْ ، لا تكن مخبولا

أخشى استماع (زبيدةٍ) لحديثنا

  كي لا أكون بُعيدها مسؤولا

فإذا ببُهلول يُضاعِفُ أخذه

  وعلى عُقوبته يُقيمُ دليلا

ويقول: إنك حاكمٌ متأمرٌ

  لك ذللتْ هذي الدنا تذليلا

أدِّ الحمارين ، العقوبة ضُوعفتْ

  والحكم صُودِرَ عُنوة ، وأديلا

سبحان مَن منحَ الرشادَ عِباده

  وحَبا الفِراسة عبدَه البُهلولا

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1954

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة