بصوت :
أينَ الرُّمحُ والسَّيْفُ
وأينَ الصَلصَلَةُ؟
وأينَ العَادِيَاتُ والمُورِيَاتُ
وأينَ الصَهلَلَةُ؟
غابَ رُكَانَةُ والهِلَالِيُّ
وَغَابَتْ الجَلجَلَةُ
ذَابَوا فِي الْبَرَارِي وَيلِي
عَلَيكَ حَنْظَلَة!
2
عَنْ كَثَبٍ نَحْنُ
نُشَاهِدُ المَجْزَرَةَ
مُدَجَّجِينَ بِكُّلِّ
أَنْوَاعِ الأَسْلِحَةِ
لِقَنْصِ طَائرٍ
أو لِصَيدِ قُبَّرَةٍ!
يَرَانَا المَوتُ
وَنَرَاهُ
وَانْفَرَطَتْ الضَّمَائرُ
مِثْلَ المِسْبَحَةِ!
3
واتَّفَقْنَا أَنْ نَتْرُكَ
الجَمْرَ تَحْتَ الرَّمَادِ
فَهَلْ مَا يُطْفِئَهُ؟
لَمْ نُبَالِي بِخَطَرِ
الحَرِيقِ
وَلَمْ نُبَالِي بِالأَجْسَادِ
الطَّاهِرَةِ
سيُتْخِمُنَا
غُبَارُ السِّنِين
وَالأَطفَالُ سَتَبْقَى
جَائعَةً
وَتْبْقَى الضَّمَائرُ
غَائبَةً
4
نَعِيشُ بِالأَحْلَامِ
وَهِيَ تَخَدِّرُنَا
بِحُقَنٍ نَادِرَةٍ
لِنَعِيشَ لَحْظَةَ
غَيبُوبَةٍ
نَحْفَلُ بِهَا بِكُلِّ
أُمْنِيَاتُنَا القَبِيحَةَ،
السَّافِرَةِ
5
أَلَيْسَ الحُلُمُ
يُحَاذِي النَوْمَ،
وَيُغْرِقُ صَاحِبَهُ
في الأَحْلَامِ
والضَّمَائرُ تَائهَة؟
لِنَخُوضُ الوَحْلَ
لِكَيْ نَشْتَاقُ
إِلَى الرَّمْلِ
6
وَالْأَيَّامُ سَتَظَلُّ
وَرَاءَنَا
كَالْشُّمُوعِ الْمُطْفَأَةِ
وَدُخَانُهَا سَيَظَلُّ
يَعْمَينا مِنَ
الشُّمُوعِ الْبَارِدَةِ
الذَّائبِةِ
7
شَدَا وَغَرَّدَ،
عُصْفُورٌ يَتَشبَّثُ
بِغُصْنٍ على شَجَرَةٍ
في حَدِيقَةٍ
فَارِغَةٍ
خَاوِيَةٍ على
عُرُوشِهِا
غائرَة
هَوَ يَعْلَمُ تَمَامًا أَنَّ
لا أَحَدَ يُصْغِي!
فَلْتَخْتَنِقُ الجَمْرَة
الأَخِيرَةَ؟!
45
قصيدة