قد خلا من مسْرح الحب العتب يا حبيبي كل شيءٍ قد ذهبْ يا فؤادي بات ماضٍ لا تسلْ قد توارى مثلما ذاك الشهبْ لا تلُمْني فالذي أدمنتهُ وهمُ حبٍ وسرابٌ من لهب ليتني لم أنثني مثل الغضا ثابتًا كالصخر صَمٌ أم قصبْ ليتَ قلبي لم يذبْ في عشقهِ مائِعٌ هذا الغبيُّ لم يتبْ كم تمنى راجيًا من ألفةٍ فاشترى بالعهد أطنانَ الكذبْ *************** قلتُ أنساك وكم من هاجسٍ قد تراءى في الدوالي والغصونْ يحملُ الذكرى التي لم يختفِ ظلُّها لا لم تدثِّرْهُ السنونْ كلُّ قطرٍ كلُّ عطرٍ يقتفي في رُبَى ذاكَ المُحيَّا والعيونْ كلُّ ركنٍ فيهِ من تذكارِها سيلُ شوقٍ وخريرٌ من جنونْ لهفَ قلبي نأيها أقسى غدًا من وصالٍ زائفٍ أو من ظنونْ من أنا هل كُنيَتي ضاعت كفى حبُّ قلبي أخبريني من أكونْ *************** لستُ غرًّا في غُروري يَمتطي عنفواني ترهاتٍ من جمالْ أدرِ أن العينَ تهوى قبلَ قلبٍ إن أمدَّ العقلَ للنفسِ المجالْ بيد أني قد جَبَلتُ القلبَ صوْمًا عفَّةً للنفسِ ما نفعُ السجالْ شيمتانِ تقتلُ الحبَّ وتمضي كبرُ نفسٍ وميوعٌ من دلالْ يا أسيرَ العشقِ لا تغرقْ كفى لا تجادلْ يقتُلُ الحبُّ الرجالْ ما رأينا من ضروبِ العشقِ إلا مهجةً تبكي وضربًا من خيالْ أن يكونَ الحبُّ مخلوقًا بريئًا يُشترى والرِقُّ وجهٌ من حلالْ يا غُربةً للدهرِ ما أقساهُ يومًا أن يُباعَ الحبُّ في سوقٍ بمالْ نصفُ دينٍ صارَ في ركنٍ مَدينٍ منهكِ الأركانِ منزوعَ الخِلالْ كم شهدنا من زواجٍ فاشلٍ قد تعدّى مهرُهُ أفقَ الخيالْ قطعَ الغربانُ أثوابَ التقى زيّنَ الشيطانُ ثوبَ الإنحلالْ فاخترِ البرهانَ واسألْ درهمًا باركَ الرحمنُ وابيضَّ المنالْ **************** بئسَ حبٍّ جرني واجترني أهجر النجماتِ والحصنَ المنيعَا بئسَ حبٍّ علني واعتلني أنْ ألومَ الدهرَ والناسَ جميعا بئسَ حبٍّ دثّرَ الصحراءَ وت غشاني أنْ أرى الكونَ ربيعا بئسَ حبٍّ ذلني مستضعفًا نائمًا في المهدِ طفلًا أمْ رضيعا بئسَ حبٍّ في جذوري قد نمَا إن ذبُلْتُ فرَّ من حِضني سريعًا يرتمي كالطيفِ في ألوانهِ بهرجٌ للصيفِ يمتصُّ السقيعَا **************** لبَّ عيني يا سعيدًا في بُعادي لا يَعيبُ الحبُّ وصلٌ إنْ أَعَنتِ قلبُكِ الموؤود ذا في لحدِ صدري نائمًا والنَّبضُ باقٍ إنْ أذِنتِ تفضحُ المشتاقَ ذا أحداقُ عينٍ فافصحي لو هانَ في نفسي لهُنتِ لهفَ قلبي عازفًا عن عزفِ لحنٍ كانَ دومًا عازفاً لَمّا عزَفتِ لبُّ قلبي صائمًا عن وصلِ وعدِ كانَ دومًا صائنًا إبانَ صُنتِ بيدَ أنَّ القلبَ مربوطٌ بعهدِ من دماءِ انقضى أيَّانَ خُنتِ عينُ قلبي مهجةٌ كنتِ سماها وانتِماها واسماها أينَ أنتِ ***************** كنتِ في الصدرِ كما النورُ على زهرةٍ ذا تنهلُ الدّفءَ المُذابْ كنتِ في العلياءِ نحلًا راتعًا وأنا النخلُ الذي وطأ السحابْ أمْ فِراشًا أشدو في نجواه راحًا أمْ فَراشًا بينَ أزهارِ الهِضابْ أمْ لُحَينًا من قصيدٍ جارِفٍ أمْ لُجينًا فوقَ زهرِ الخدِّ ذابْ كنتِ كالمهْلِ الذي يجتازُ برًّا وأنا كالسهلِ ممدودَ الرِّحابْ كنتِ ذاكَ النورَ يُخضورا لزهرٍ منكِ أدنو أُلبسُ الجسمَ الخِضابْ كنتِ ذاكَ النحلَ يشتاقُ لثغرِ كم تمنّى الشهدَ من ذاكَ الرضابْ يا لَطَلْعٍ من رحيقٍ شدَّ قلبي أيَّ سِرٍّ يا ربيعَ الروضِ غابْ ***************** من جبالِ الحقدِ قد برأتْ نفسي يا حبيبي من حبالٍ عالِقاتِ من دموعٍ كم جرتْ في نهرِ دمعي من شموعِ الإفكِ في جفنِ الشّتاتِ منهُ توقًا قد تسللَ في فؤادي منهُ شوقًا قد يؤدي للمماتِ من وجودٍ في دفا القلبِ تجلّى من وعودٍ من خريفٍ ساقِطاتِ من ورودٍ ذابلاتٍ ترتجي علَّ وصلاً من ربيعِ العمرِ آتِ قد ألفتُ العقدَ يمضي مثلَ برقٍ مذ توارى الحبُّ من عقدِ الحياةِ هو عمرٌ بيننا عشنا بهِ كلُّ أعمارِ الورى مُستجمعاتِ ***************** هلِّلي واستمهلي يا فرقةٌ لا يموتُ الحبُّ ما عاشَ التمنّي ينحتُ التذكارَ من جلمودِ حزن ويسوقُ الذكرَ من مزنٍ لمزنِ هل أكونُ الحيَّ يا وجدي بنأي ميّتاً ألقاهُ في جنَّاتِ عَدْنِ هيْ حياةٌ صعبةٌ والنأيُ فيها غادةٌ حسناءُ يُغريها التغنّي ما رمانا العشقُ إلا في حضيضٍ فالْنَلِذَّ للأفقِ من قعرِ التجنّي ليس حبًّا فوق عرشٍ في حصون لا تفُزْ بالحبِّ يا عبدًا برهَنِ ما أتى ترميهِ ريحٌ في شراعٍ فارفعِ المرساةَ وامخُرْ ألفَ حزنِ ما أتاني اليومَ يعلو فوقَ مَنٍّ فالْتَزُحْ يا قلبُ ذاكَ الشؤمَ منّي ذاكَ فرضُ الطرفِ بينَ مقلتينِ قد رماهُ القرضُ من غصنٍ لغصنِ فاستقاهُ الطيرُ من أفواهِ زهرٍ ينشدُ الموالَ إنْ غنّى بلحنِ *************** يا أريجَ الرسمِ يا ينبوعَ سحرٍ التقطْ ذاكَ المحيا من سرابْ إن ما في الصدرِ يكفي من خيالٍ أن تغطي الأرضَ لوحاتِ العذابْ ألفُ رسمٍ خاب اذ زكّوه لن لن يضاهي الرسمَ في قلبٍ مصابْ فالدمُ الملتاعُ دوماً من خضابٍ ينزفُ الآهاتِ من فصلِ الخطابْ ليس لغواً إنما آياتُ عشقٍ من كمالٍ وجمالٍ وشبابْ لم تزل تنسابُ مني بينَ لحدٍ تاركاً للخلدِ تدوينَ الكتابْ *************** يا ديارَ وصلها من نأيها ما بدا المحبوبُ ينأى للأبدْ فعيونُ الحبِّ جفتْ تشتكي وغيومُ الوصلِ تنظرُ أفقَ غدْ يا حبالَ الوصلِ عودي وانجدي لفَّ نحرَ الحبِّ حبلٌ من مسدْ إن قلتُ أهلي جيرتي إنّي هنا أينَ شرياني فلم يبقَ أحدْ هل غدا الحبُّ غريبَ الدارِ حتى قد بدا صيدًا وأكلا من جسدْ مدَّ عمرَ المرءِ في الأحزانِ صفرا من فراغٍ كلُّ ما كنتُ أعدْ **************** قمْ ذا بنا والليلُ سترٌ قد سجى نسألُ الأشواقَ نرجو مخرَجًا لمْ عزةٌ قد أوغلتْ فينا يداً والحبُّ أدنى للوصالِ وأحوجا قمْ خليلي الروحُ لا تعقلْ لفي سكرةً للحبِّ تنزاحُ الحِجا فَيصيرُ الحبُّ شيئًا ماثلاً من حطامٍ منهُ لا عبدٌ نجا غصتي لا لا تلومي وانعلي عهدًا كئيبًا وزمانًا أعرجَا ******************* عشتُ دهراً من حياتي ليتني لم أعشْ هذا الزمان المنقسمْ أن تعيشَ الدهرَ سلطانا فتدري كنتَ ترقى تحتَ صفرٍ من عدمْ حينَ تغدو ذروةُ الأخلاقِ ضربًا من جذورٍ بالياتٍ من قدمْ حينَ تدري أنك المكمولُ علمًا خاوي المشمول مسخٌ أو قزمْ هل متونُ الأرضِ مالت أم ترى لم أُضاهِ الكونَ في متنِ القممْ أم أنا المنسيُّ في حلكِ الدجى أنسجُ الأوهامَ من خيطِ الحلمْ كلُّ ما أدري يقينًا راسخٌ أنني المحتاجُ أزهو بالقيمْ يا حبيبي ذاك رأسُ المالِ دأبي لو يشيبُ الرأسُ ما نفعَ القدمْ ذاكَ مالي ومآلي وارتحالي ذاكَ فرضٌ ذا عرضٌ كالعلمْ إن أردتَ المالَ فاهجرْ أنْ لي جوهرَ الأخلاقِ فابقَ أو فقمْ عند عهدي بيننا في البرِّ قبلَ أن يغوصَ البرُّ في بحرٍ خضمْ ليس لي من قاربٍ للأوبِ حتى أبتغي رؤياك في قعرِ الندمْ ************** هاتِ الأبياتَ يا محبوبتي سنةَ الملتاعِ في بيتِ الرجاءْ ما رمى المتبولُ سطراً من عتابٍ إلا جزءٌ من حكاياتِ العناءْ حينَ يغدو الحبُّ مغلولا كوقفٍ بينَ قَطفِ الناسِ ملكَ الأغنياءْ ليسَ عَدلًا أن يكونَ الحبُّ رهنًا مِنحةَ الأطماعِ في بيتِ الرِّياءْ أم عَثاءَ المَدحِ يا حُزني شهيقًا أم غِناءً من نهيقِ الخيلاءْ أم عِناقًا يسحبُ الأنفاسَ خنقًا أم نِفاقًا في مِدادِ الشعراءْ لا تزيدي من سَاعةِ الهجرانِ نَزفًا فارمالَ الختمِ يتلوها ابتداءْ فالأَنّ العشقُ مَقرونٌ بوقتٍ أينَ عندَ اللهِ آجالُ اللقاءْ؟
الشاعر المالحي زهير من مواليد دولة الجزائر .المهنة أستاذ .متحصل على شهادة ليسانس تسويق قسم التجارة . وشهادة الدراسات التطبيقية في الأنجليزية .وشهادة تقني سامي في تسيير الموارد البشرية. لدي