1
كما حال الراثين للمرثيين
أحاولُ إيجادَ المعنى
أنْ اختصرَ الحزنَ بكلمة
لا غير الصمت جواب
أبحث في كل قواميس الفقد
لا وصف يضاهي السراب
في البعد.. الفراغ يملأ كل شيء
أوردتي يسري فيها هواء بارد
يطفئ كل شرار القلب
في الفراغ.. لا نار.. لا صوت
لا شيء.. بمعنى لا شيء
نظراتنا.. لا شيء
كلماتنا.. لا شيء
هذا السر الذي بيننا.. لا شيء
3
ثقيلةٌ تلك الساعاتِ
ونحن نتأملُ بعضنا
نسير على سلكٍ شائكْ
وسط حقولِ المللِ الشاسع
متاهة الفئران
نهايةٌ لم تكتب أبدًا لنا
فكيف انتهينا ها هنا؟!
طفلان ضائعان في زحام السيقان
وفي أبعد أركان الألمِ
أنين مكتوم ينادينا
ونحن في قلب العدمِ
نستعذب تكرار مآسينا
وكأنها لا تعنينا
نترقب كذبة تلو الأخرى
ونحن نصدق كل الكذب
فدواء الحقيقة سيشقينا
وما أردأ طعم الجمل
إن ولدت في لحظة حبٍ
وماتت من فعل الزمن
4
في خاتمة النعي
وقبل الطبع..
رفضوا أن أضع توقيعي
فالخاسرون لا أسماء لهم..
وتاريخ الأيام لن يذكرنا
فجيادنا ماتت عطشى
على ضفة نهر مآقينا..
وختامًا لم نجد ختامًا
من قرآن أو إنجيلِ
2
قصيدة