الديوان » المالحي زهير » فجر جديد

عدد الابيات : 29

طباعة

هوَ الفجرُ خيط من النورِ لاحَ

يُباري بهيمَ الكرى للفلاحْ

فآَنَ منَ البوحِ منّا شروقٌ

يُدحرِجُ كَتمًا إلى الإنزياح

فبشرى لفجرٍ نشوزَ البهيمِ

كنارٍ لظتْ فيهِ حتى النواحْ

ليَستَلَّ ليلٌ خمارَ الأيامى

على مقلتيهِ فيعلو الصباح

أتدري وقد راودتني الأقاحي

بمنقوعِ حبِّكَ بينَ البِطاح

وأدلتْ لقلبي بأنَّ شذاك

علاجُ النَّوى وطبيبُ القِراح

فيَختلنَ في السهلِ صفرَ الثيابِ

يخلنَ الهوى ملكَهم والجراح

سُكارى لمن دون خمرٍ حيارى

يُحرِّكنَ بينَ الدَّلالِ الرياحْ

تبرَّجنَ إنْ بانَ منهُنَّ حسنٌ

هفا كلُّ طيرٍ لها بالجناح

لأنَّ الهوى سوفَ يختارُهُنَّ

نباتَ الهوى وبناتَ الرواح

بأنَّ الكوى اشتقَّ منهُنَّ شهداً

شهدنَ الهوى والليالي المِلاح

منَ الثغرِ رُمْنَ الندى وارتمينَ

على رامةٍ من فسيلِ الأقاح

ومن مقلة زادها الكحلُ حسنا

على هُدبِهِا نامَ حتى استراح

وعن صحنةٍ ظنَّها البدرُ أختًا

لتهدي العوالمَ دربَ النّجاحْ

فمن رامَها دونَ هديٍ ترامى

أباحَ لفي الحبِّ ما لا يُباح

يتيهُ وحقٌّ له أنْ يهيمَ

بما أنَّ لوثتَهُ لنْ تُزاح

كأنّي به غُرَّةُ الشمسِ مالتْ

فبينَ وُلوجٍ وبينَ انبطاح

كأنّي به سُندسٌ لمْ يُبارِحْ

يميلُ بهِ القوسُ بينَ المراحْ

كأنّي بهِ زنبقٌ قامَ يطفو

على تلةٍ من غصونِ الجراح

ففيها شذًا من عبيرِ الأغاني

وفيها صفيرُ الهوى والصياحْ

وفيها نمتْ قبلةٌ من شواظٍ

تدلَّتْ على خافقي بانشراح

ومنها ربيعٌ هوى كالخريفِ

جدائلُهُ الخُضرُ صفرُ اللقاح

ومنها شُرودُ الهوى لمْ يُصافحْ

خيولَ الصبابةِ بعدَ الجِماح

فلا غايتي حينَ يأتي الحِسانُ

أُباري الجوى رغبةً بالنِّطاح

ولا رايتي حينَ يحمى السِّجالُ

هَوى غايةٍ في نزالٍ مُباح

لأولى لأرخي الزّمامَ لأني

تركتُ الهيامَ بذاكَ الوشاحْ

وشاحٌ نَضى من غضوني وبانَ

يُغطي غصوني بوهجِ اجتياح

أيَا مهرةً من فصيلِ العذارى

طعنتِ الهوى لوعةً والتياحِ

فلولا سناكِ لفي الوجدِ قَبَسًا

لما أشفقَ الفجرُ يومًا ولاح

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المالحي زهير

المالحي زهير

47

قصيدة

الشاعر المالحي زهير من مواليد دولة الجزائر .المهنة أستاذ .متحصل على شهادة ليسانس تسويق قسم التجارة . وشهادة الدراسات التطبيقية في الأنجليزية .وشهادة تقني سامي في تسيير الموارد البشرية. لدي

المزيد عن المالحي زهير

أضف شرح او معلومة