الديوان » المالحي زهير » ربيع الغرام

عدد الابيات : 109

طباعة

يا ساكنا كوخا في

ضلوعي القاسية

في صميمي تحتويني

في رياحي العاتية

بقراري بين قري

في مروج القافية

تعتريني في عريني

بفلاتي القاحلة

هو الريف جوفي وغاب جميل

وشدو الأغاني فهل تسمعين

وشبر نقي وعطر زكي

وأكليل غال فهل تبصرين

لفي مهجتي دق بين الضلوع

يراود الخفق في ثانية

وما كان غير ارتطام الثغور

يجدد البسمة الغافية

كورد يعانق عطر الشفاه

ترامى على ضفة الساقية

رأها فعجّل عذب اللقاء

وأثر حبا عبوسا سجين

وأردف يطلق بين المدى

خلاصة عطر شقي حزين

وما كان غير اكتمال القمر

على صفحة من جليد الشتاء

وليل يحجّب جسم النهار

ووصل ينمنم رسم اللقاء

وشوق يؤجج نار التلاقي

وتوق يدجج جيش العناء

وأوفى عن العاشقين العتاب

وطار عن المقلتين الحجاب

غفى الغاب ما فيه الاهنا

والا السكون النقي المذاب

ونبع يقبل وجه المروج

وصحو يقلب قطن السحاب

فما كان غير انبثاق الشفاه

وغير انعتاق الندى بالرضاب

فتغوي الزنابق طير الأصيل

فتأوي إليها لعطر شذاها

رأتها وقد سال من خدها

رذاذ فمدت إليها يديها

على مقلة منها نادى حنيني

فأنداها توقي وساح عليها

سل النهر كيف التقاء المقل

إذا انساب مهل على وجنتيها

وكيف ارتشاف العيون العيون

وكيف احتضان الورود الندى

وكيف امتصاص القلوب القلوب

وكيف اصطدام الهوى في المدى

ناهيك والورق يضفي لقانا

خريفا يعري وجوما بدا

والغصن يرقص والريح تلقي

مواويل والأه رجع الصدى

والرمش يا غاب ترجم نداه

نداء العيون وبوح المأقي

والخفق يا قطر أقسط مداه

لنابض الجوارح حين العناق

والصدر يا ماء أخمد لظاه

لوهج المشاعل يوم التلاقي

والريم يا نفس أين سواه

يعزي الصبابة بالاشتياق

وفي وهلة من غبار الثواني

غفى الطلع يحظن أهدابها

ويصطف حين ازدحام الزهور

فراشا لينهل من ثغرها

ومانفك قلبي يكحل عينا

ويصنع من طلعها شهدها

ويرجع حين نأت أمنيات

قشيب ليفرش في روضها

وهاتيك هاتيك ذكرى الخوالي

لبالعش غطاه غاب النخيل

لجأنا إليه نسوق منانا

لنرجع دفء اللقاء الجميل

لنحرق من شوقنا قبلتين

تذيب الفراق وتشفي الغليل

فتنأى الشفاه دواليك تدنوا

على حرقة والمياه تسيل

أشاهدت يا ياسمين والقطريضفي

على شعرها لمعة من ضياء

تساءلت حين رأته عيوني

لعن مصدر فاض منه الصفاء

فمن أي نهل جرى الحسن حتما

تفجر من صيبات السماء

فسحر تفجر من مقلتيه

بنور كما برق شهب مضاء

لمن أين هذا الجلال تجلى

بوجه بديع كوجه الربيع

ومن أين هذا الجمال تراءى

ومن أين هذا البهاء البديع

ألا أين هذا الكروم توارى

كريم المغانم سدا منيع

ألا منه عنقود قلبي تدلى

فمن فرعه مال هذا الصنيع

يا سالف العهد حلق لديك

جناحين ملئ المدى يخفقان

فأين الزنابق والرياحين

يندى شذاهن والأقحوان

شهود فؤادين يستلهمان

الغرام ويستمهلان المكان

فسكنى لقلبين باحا لبعض

سكون الشتاء لما يهمسان

وما إن دنوت إليها بطرفي

تذكرت أني بجوف المنام

وأني سرحت بأضغاث قلبي

لذكرى السوالف فوق الغمام

وأني تركت الهوى فيه حيا

يخلد أيام ذاك الغرام

واني على العهد ما دمت حيا

لنوقد نار الجوى والهيام

فراق / لماذا يهيم ضريرا

لقلب ألا حان أن يبصرا

فراق / ومازال طلع الربيع

نديا على الزهر مستبشرا

فراق / ولا زال لون القشيب

رداءاً من العشب مخضوضرا

فراق / وهل تمنعين العيون

فإن ضمها الليل أن تبصرا

بسلم قلب عروقي أحتوتك

بأنغام عشق ففيم الجفى

فضاعت كأن نشازا رماها

يشرد نوتاتها في الفضاء

فتمسين مذعورة لا ترين

صدى نغمتي بين فيء وماء

هناك على رامة حيث كنا

نماذج ألحاننا للمساء

هناك فحيث عزفت بعودي

فسُرّت على عودك الأغنيات

فأبرقت لحني بظرف الغرام

فجالت بمضمونه الكائنات

فهبت بقلبي تعلق غدقا

وأزهار عبق به هائمات

وتلحق دمع الندى مستجيرا

فتنزل في قطره الأمنيات

وشتان شتان بين البعاد

وبين اقتراب الهوى للوتين

وما نفع عرق لمن دون قلب

وما نفع قلب شقي حزين

رباطا يئن من الجرح ضرّا

فمن يلحم الشرخ بين الأنين

ومن يلحم الجسم في طيف روح

ومن يرجع اللحن تلك السنين

فهيهات يا مشعل النأي أضرم

بنيرانك كل شيء جميل

فهيهات إن مات بذر نقي

تبرعم ذا جذر بذل بديل

وما زاد وزر على الروض إلا

ثباتا يخر به المستحيل

لهيهات شأو الهوى أن يبيد

وهيهات شوق به يستحيل

ربيع مضى والهوى لم يزل

تربع فوق القرى والزهور

شدا الخفق ينشد بين الثنايا

وعشق ذوى يعتريه الفتور

وذكرى تصرح أين حفرنا

ترانيمنا بين تلك الصخور

فلا نال من زيتهن غثاء

ولا نال من حسنهن الضمور

فغدران والماء في جفنها

يغنون يوم اللقى والوداد

نزفن الدما بين جرح ورحنا

يرمن المنابع بين البواد

وتلك الربى بين سهل بكت

على صفحة النهل يوم البعاد

فلملم الثمر نسغا ترامى

ووادٍ سقى العمر بين المهاد

وتلكن صيل العذارى الحسان

تبوأن من عشنا مفزعا

فتلك تقلب جمر الصدود

عن النأي تسترجع المخدعا

وتلك تواسي صخورا ترامت

تحرك في جوفها الأدمعا

وأخرى تمني شتاء القلوب

وترجوا الربيع بأن يرجعا

أخذن من الذكر صفو القلوب

زهورا تأست فلن تكسرا

ليبقى بروض الهوى طلع ذكر

يوزع أعباقه في القرى

نسيما ليشهد أنا نثرنا

رياحيننا بين تلك العرى

يسجل لحظا بلحظ توارى

صدى عشقه في كتاب الورى

لأدعوك / هل تسمعين دعايا

أنادي بما يبتغيه الشجون

إذا رن في خاطري من مناك

هيام كقبض الجنين الحنون

فما نفعها قبضة من حشاي

تضخ الهوى تنتشيها العيون

محب طواه المكان سنونا

لحاه الهوى ما عسى أن يكون

أرثيك حزنا وبين ضلوعي

ترانيم عشق لتأبى الفناء

أينسى سقيم الهوى من رماه

حبيبا دعاه فلبى النداء

أينسى الغريق يدا أنقذته

وأعطته من أصغريها الرجاء

وزكته روحا لفيه استراحت

وآوت شرود الهوى بالعطاء

وغطت صقيع المواجع جوخا

يدفىء برد الجوى والعناء

دع الأرض يا ممطر الذكريات

أهازيج مستسقيات الأمل

تبث الرجا بين أطلال عشق

عصي نمى في رباه الخبل

فلا ريب يوم يصير التلاقي

قريبا ويغشى الهيام المقل

وتأبى الغوادل بث السموم

ودس المكائد بين الحيل

تركت المواويل بين الحقول

لمن كان بعدي أسير النوى

نواة لحب سيبقى نخلا

يعيد الحنين ويرمي الغوى

أضاعت حياتي / وغاب الغرام

سيولد من خيبتي والجوى

كتابي إليكم وديعة صدقي

فهذا غرامي هناك انطوى

وهاتي فصول الهوى لم تلقح

ألا نقحوا شائبات الكوى

ألا واجمعوا من جديد غراما

كتابا لجيل أحب الهوى

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المالحي زهير

المالحي زهير

47

قصيدة

الشاعر المالحي زهير من مواليد دولة الجزائر .المهنة أستاذ .متحصل على شهادة ليسانس تسويق قسم التجارة . وشهادة الدراسات التطبيقية في الأنجليزية .وشهادة تقني سامي في تسيير الموارد البشرية. لدي

المزيد عن المالحي زهير

أضف شرح او معلومة