عدد الابيات : 15
لِمَنِ الصَّبَابَةُ وَالجَوَارِحُ تَنكُرُ
تُخفِي فَتَفضَحُهَا العُيُونُ وَتُخبِرُ
فَرضًا وَإِن صَدَحَ الغَرَامُ بِسِرِّهَا
عَبَثًا تُغَرِّدُ فِي البَلَاغَةِ أَسْطُرُ
صَدَحَتْ بِمَا كَتَمَ الهُيَامُ هُنَيْهَةً
فَيْضًا بِمَا لَفَظَتْ بِبَحرِهَا أَنهُرُ
حَفِلَتْ بِهَا مُهَجُ الصُّدُورِ كَأَنَّهَا
لُجَجٌ تُزَفُّ إِلَى الجِنَانِ وَتُحشَرُ
يَتَعَطَّرُونَ بِعِطرِ زَهرِ رُمُوشِهَا
إِن طَلَّ مِن عَبَقِ الحَبِيبَةِ مَنظَرُ
وَصْلٌ دَعَا ثَغرًا تَقَرَّحَ بَغتَةً
وَلِسَانُ حَالِ العَاشِقِينَ مُبَعثَرُ
يَتهَافَتُونَ وَمِلءُ رُوعِ صُدُورِهِم
حَمَمًا تَفُورُ وَرَوعَةٌ تَتَخَثَّرُ
كَمْ أَذنَبُوا وَالسَّعيُ فِي أَشلَائِهِم
هِمَمٌ تَذُوبُ وَقِمَمٌ تَتَكَسَّرُ
ثَمِلَتْ بِهِم زُمَرُ النُّفُوسِ تَمَايُلًا
بِدَلَالِهَا فَإِذَا بِهَا تَتَعَثَّرُ
فَكَأَنَّمَا جَسَدُ الخَلِيلَةِ مَسجِدٌ
أَو شَرعَةٌ مِنْهَا الذُّنُوبُ تُكَفَّرُ
يَتَوَضَّؤُونَ بِمَاءِ دِفءِ جَمَالِهَا
نُسكًا لَهُمْ أَو رَحمَةً تَتَفَجَّرُ
أَمَلًا أَتَت قُبَلُ الرِّيَاحِ بِعِطرِهَا
فَلَرُبَّمَا سُبُلُ المَسَافَةِ تَقصُرُ
فَلَرُبَّمَا شَفَقٌ أَتَى بِخُيُوطِهِ
شَبَقٌ تَبَدَّدَ إِنْ تَغَيَّمَ مَنظَرُ
عَبَثًا سَعَتْ عُرَبُ البَيَانِ لِوَصفِهَا
عَبَثًا وَإِن بَرَعَ النُّحَاةُ وَصَوَّرُوا
بَزَغَتْ لَهُمْ وَكَأَنَّهَا بِوَضَائِهَا
نَجمًا بَدَا قَبَسُ البَعِيدِ فَكَبَّرُوا
62
قصيدة