الديوان » لبنان » إبراهيم الطيبي » أيها العاذل دعني والصبا

عدد الابيات : 58

طباعة

أيها  العاذل دعني والصبا

ليس  يصغي لعذول مسمعي

تخذ القلب التصابي مذهبا

فهو عن صبوته لم يرجع

ما لمن خان عهوداً للهوى

أن يرى مما جنى معتذرا

كل من زل عن النهج هوى

وجرى في سقر مع من جرى

عرف  السر يقيناً من روى

عن  بني عذرةٍ يوماً خيرا

ونجا من قد توقى العطبا

وقضى من عشقه في خدع

ورعى حق الهوى من شربا

جرع الحتف بسفح الأجرع

معهد  أصبوا إلى أيامه

كلما هبت شمال وصبا

ولغير  البيض من آرامه

أبداً  ما مال قلب وصبا

وهم  بين  ربي أعلامه

أكسبوا جسمي المعنى وصبا

فسقاهم وسقى عهد الصبا

بالغضا  كل ملثٍ ممرع

ورعى الرحمان هاتيك الظبا

بثنيات الربى من لعلع

ما  رعى حق غرام أبداً

من غدا عن مذهبي منحرفا

وتردى  في الهوى من وردا

مورداً ما ذقت منه غرفا

ومن اختار طريقاً للهدى

فليكن في بردتي ملتحقا

ومتى  شاء لرشد مركبا

فليخض  في لجج العشق معي

وإذا ما خاف موجاً كالربى

قلت يا أيتها الأرض ابلعي

أنا  عبد للهوى لا بل أنا

ربه الناهض في أعبائه

وأنا السالك من غير إنا

سبل الأهواء في أرجائه

من يكن من دهره ذاق عنا

ونحا قصدي شفي من دائه

أو يكن يوماً لرمس ذهبا

قلت  يا أيتها النفس ارجعي

ولكم  ساء  امرؤ منقلبا

في  الردى إذا لم يكن متبعي

ذكرتني عهد ود سبقا

بالحمى ورق حمام غنت

وكست  قلبي المعنى قلقا

عندما حنت وأنت أنتي

ورنت نحوي فطارت فرقا

لصدى أزعجها من رنتي

وترقت تتخطى القضبا

وتغني  بشجي مفجع

وإذا  ما لحنها آناً خبا

قلت يا أيتها الورق اسجعي

وبدور  بين أكناف الحمى

وصلوني بعد ما قد هجروا

وسقوني بنت كرمٍ عندما

شربوا منها إلى أن هجروا

خمرة  كي تسترق العجما

بايعت  ما رق منها الفجر

ولكيما  تسترق العربا

بايعتها الروم تحت البيع

شمأل لو عبها رث العبا

لرأي  تبع بعض التبع

وغزال  عن ودادي عدلاً

لا لذنب وعهودي ضيعا

وبأحكام  الوفا ما عدلا

وحقوقي يا لنفسي ما رعى

تخذ الهجران منه بدلاً

عن ودادي ساء ما قد صنعا

صد عني ولقلبي عذبا

وورى جمر الغضا في أضلعي

ولدعوى  الحب من كذبا

وشهودي  مع نحولي أدمعي

ومهاة  كال حسنٍ في الورى

ثابت  في في الكون منها ولها

لو  رآها عابد فوق الذرى

وهو  شيخ هام فيها ولها

لست بالقبول عذراً أن أرى

تاركاً ما عشت فيها ولها

لحظها الماضي الشبا عقلي سبا

فهو في غمرة سكرٍ لا يعي

وغدا  قلبي به أيدي سبا

فهو مع جسمي لم يجتمع

ذات  دلٍّ بظبا أجفانها

قد أعاذت حسنها لا بالرقى

علم  الغصن تثني بأنها

ميلاناً  بين بانات النقا

ولأن الشمس من أقرانها

غيرةً منها تلظت حرقا

شمس خدر نورها ما غربا

م  سما الفكر وإن لم تطلع

طلعت يوماً تميط الحجبا

فأرتني هول يوم المطلع

وفتاة ما حوت شمس الضحى

ما حوته من جمال وسنا

لم  يذق طرفي لما لمحا

جيدها الناصح دهراً وسنا

بالذي أولى المنى والمنحا

وكساك ثوب لطفٍ حسنا

حدثيني  واتركي من أنبا

وصليني ودعي عذل الدعي

وتخطي ليلة برج الخبا

كي  أرى لي سلوةً في يوشع

والبسي نظمي في بدري سنا

أدركا شمسي فخار وسعود

بليالٍ  نال  فيهن المنى

كل  ذي فضل ومعروف وجود

وغدى  الكون يغني طرباً

منشداً رائق أشعاري معي

مطرباً  أوصاف نجبا

بقواف  مثلها لم يسمع

شاقه مغنى عروسٍ تجتلي

لشريف قمر الفخر الجلي

فانبرى ينظم عقداً فضلاً

لشريف والفتى عبد العلي

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن إبراهيم الطيبي

avatar

إبراهيم الطيبي

لبنان

poet-Ibrahim-Tayibi@

45

قصيدة

2

الاقتباسات

3

متابعين

إبراهيم بن صادق بن إبراهيم بن يحيى العاملي الطيبي. شاعر، من أهل قرية الطيبة من جبل عامل بلبنان مولده سنة 1806م ووفاته فيها سنة 1867م. أقام بالنجف 27 سنة تعلم ...

المزيد عن إبراهيم الطيبي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة