الديوان » لبنان » إبراهيم الطيبي » أشاقك من ربي نجد هواها

عدد الابيات : 55

طباعة

أشاقك من ربي نجد هواها

ومن نسمات كاظمة شذاها

ونبه وجدك المكنون برق

تألق في العشية من رباها

نعم وألم بي سحراً نسيم

يحدث  عن شذا وادي قراها

فألمين  وذكر  عهوداً

بعامل لا عدا السقيا ثراها

بلاد  لي  بساحتها أناس

ولي صحب كرام في حماها

أحن لجانب الشرقي منها

حنين مروعة ثكلت فتاها

وتلعب بي لذاكراها شجون

كما لعبت برياها صباها

واشتاق الخيام وثم صحباً

عليه راح مزروراً خباها

نعمت  بقربها زمناً ونفسي

برغم الحلم تمرح في غواها

فكم من كاعب ألفت فبانت

تمج  الكاس عذباً من لماها

وكم  هرعت لتلك وكم أقامت

بسوق اللهو طارحةً عصاها

وكم  قطعت هنالك من ثمار

لعمر  العز عذب مجتناها

بحيث  العيش صفو والليالي

غوافلٌ راح مأموناً قضاها

ولما أن رأيت الجهل عاراً

وإن العمر أجمله تناهى

وإن النفس لا تنفك تسعى

إلى  الشهوات فاغرةً لهاها

رددت جماحها فارتد قسراً

وألوت عن كثير من شقاها

وحركني  إلى الترحال عنها

عزائم قد أبت إلا قلاها

فهبت  بي لما أبغي عصوب

تلف الأرض لفاً في سراها

معودة  على أن لا تبالي

بفري مفاوز ناء مداها

كستها  عزمة الرائي شحوباً

وتدآب السرى عنقاً براها

إذا ما هجهج الحادي وأضحت

تثير  النقع من طرب يداها

وأمست  بعد إرقال وخبٍ

تغافل وهي نافحة براها

يخيل لي بأن البر بحرٌ

يسارع في المسيل إلى وراها

إلى  أن أمست الأعتاب أبدت

رغاها  تشتكي نصباً عراها

وقد  لاحت لعينيها قباب

يرد  الطرف عن بادي سناها

هنالك قرت الوجناء عيناً

ونالت بالسرى أقصى مناها

وأنحت جانب الغروي شوقاً

يجاذبها لما تبغي هواها

فوافت  بعد جدٍ خير أرض

يضاهي النيران سنا حصاها

فألقت في مفاوزها عصاها

وأرست في ذرى حامي حماها

أبي الحسنين خير الخلق طراً

وأكرم  من وطاها بعد طاها

وأعظم من نحته النيب قدراً

وأشرف من به الرحمن باهي

وأطيب من بني الدنيا نجاراً

وأقدم مفخراً وأتم جاها

وأصبرها على مضض الليالي

وأبصرها إذا عميت هداها

وأحلمها إذا دهمت خطوب

تطيش  لها حلوم ذوي نهاها

وأنهضها  بأعباء المعالي

إذا عن نيلها قصرت خطاها

وأشجعها  إذا ما ناب أمر

يرد  الدارعين إلى وراها

وإن  هم أقدوا للحرب ناراً

أحال إلى لظاها من وراها

وإن طرقت حماها مشكلاتٌ

وأرزم  في مرابعها رجاها

جلاها من لعمري كل فضل

إلى قدسي حضرته تناهى

أمام هدىً حباه اللَه مجداً

وأولاه  علاء لن يضاهى

وبحر  ندىً سما الأفلاك قدراً

فدون مقامه دارت رحاها

وبدر  علا  لأبناء الليالي

سناه كل داجيةٍ محاها

متى ودقت مرابعها غيوث

فمن  تيار راحته سخاها

أو اجتازت مسامعها علوم

فزاخر  فيضٍ لجته غثاها

وإن  نهجت سبيل الرشد يوماً

فمن أنوار غرته اهتداها

وثم  مناقب  لعلاه أمست

يد الإحصاء تقصر عن مداها

وأنى  لي بحصر صفات مولى

له  الأشياء خالقها براها

وما مدحي وآيات المثاني

على  علياه مقصور ثناها

أخا المختار خذ بيدي فإني

غريق  جرائم داج قذاها

وعدل في غد أودى لأني

وقفت من الجحيم على شفاها

وكف  بفضلك الأسواء عني

فقد أخنى على جلدي أذاها

وباعد بين ما أبغي ودهر

أبت  أحداثه  إلا سفاها

فأنت أجل من يدعي إذا ما

تفاقمت  الحوادث لإنجلاها

فزعت  إلى حماك ونار شوقي

للثم ثراك مسعور لظاها

وبث  لديك والآمال تجري

على  خلدي وظلك منتهاها

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن إبراهيم الطيبي

avatar

إبراهيم الطيبي

لبنان

poet-Ibrahim-Tayibi@

45

قصيدة

2

الاقتباسات

3

متابعين

إبراهيم بن صادق بن إبراهيم بن يحيى العاملي الطيبي. شاعر، من أهل قرية الطيبة من جبل عامل بلبنان مولده سنة 1806م ووفاته فيها سنة 1867م. أقام بالنجف 27 سنة تعلم ...

المزيد عن إبراهيم الطيبي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة