الديوان » مظاهر ريسان » حين يبكي الفجر

أرى في كل زاوية
وجوهاً منطفئة  
تبحث عن بقايا حلمٍ
أحرقته القذائفُ، 
وصوتُ الطائراتِ  
يقطعُ حبالَ الصمتِ  
فينزفُ الفجرُ وجعاً. 
 
تتساقطُ ظلالُ الأملِ
كأوراقِ خريفٍ مُتعب،
السماءَ ضاقتْ عن أحلامِنا
والأرضُ انكمشتْ خوفاً من خطانا،
نمضي مُحمَّلين بالحِدادِ
نبحثُ عن نوافذٍ تُنقذنا من الليل
ولا نجد سوى غُربتنا
وحُلم يلفظُ آخر أنفاسِه.
 
الكونَ قد قرر أن يُطفئَ قناديلَ الرحمةِ  
ويتركنا نغرقُ في بحرٍ من الوحدةِ. 
 
الأعينُ تذبلُ من السهر،
والأرواحُ ترتجفُ من بردِ الغيابِ،
الزمنَ نفسهُ قد تآمرَ علينا،  
يتركنا نحملُ أشلاءَ ذكرى،  
وشظايا فرحٍ لم تكتملْ. 
 
أرى في كل زاوية،  
وجوهاً تستجدي العَزاءَ،  
عيونٌ تحلمُ بالوجع،  
تبحثُ عن بقايا قلبٍ تحتَ الركامِ،  
حيث أُحرقت فيه الأحلامُ قسراً،  
فباتَ الصمتُ ملوّثاً برائحةِ الموت،  
وكلُ صوتٍ يشبهُ طنينَ القذائف.  
 
الفجرُ يبكي،  
يتوسلُ الشمسَ أن لا تشرق،  
فأيُّ شروقٍ ينصفُ وجوهاً غطّاها الغبارُ،  
وأيُّ صباحٍ يبعثُ أملاً في أرضٍ لفظت آمالنا  
واستبدلتها بالدمار؟ 
 
نحن هنا،
مجردُ أشباحٍ،
نبحثُ عن حياةٍ أحرقتها نيرانُ الحرب،
وتركتنا نواجهُ مصيرَ العدمِ.

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن مظاهر ريسان

مظاهر ريسان

11

قصيدة

مظاهر ريسان، كاتب وباحث وشاعر، لدي العديد من القصائد ومن ابرزها: الذكرى الأخيرة، وحيدٌ انت ايها المنسي، الخ...

المزيد عن مظاهر ريسان

أضف شرح او معلومة