بصوت :
عدد الابيات : 32
فطرةُ اللفظِ بَيْنَ يدي بَنَفْسَجَةْ
والشذى في دمي قد سرى كَزَهَرْ
قَامُوسُ أنفاسيَ في الحُنجرةْ
وحبالُ الكلامِ تُخنْقُ في الوترْ
2.
نموتُ بأفواهِنا في جَلَجَةْ
والأفكارُ تَرْتَجُّ فينا كَحُلُمْ
نَصوغُ سَرابَ الشِّعْرِ والغَرْدَقةْ
ونسكبُ ماءَ المعاني في الحَجَرْ
3.
أحلامُنا عالياتٌ، ثمَّ تنْحَدِرْ
وأخرى تُقَطِّعها ريحٌ من الوَهَنْ
لستُ أُحابِي البَغْيَ في ألسُنِي
شاعرٌ حليمٌ، رؤاهُ كالعُذُرْ
4.
حاضرُنا في اهْتِزازٍ كالسُّرى
وماضٍ تركناه في العهدِ المُندَثِرْ
ومستقبلٌ في دُرُوبِ الردى
يَسُوقُ خطانا ولا يدري البشرْ
5.
كلُّنا يمضي، بذاكرةٍ عَتيقةٍ
صورٌ بها من خيالٍ قديمْ
ماضٍ يُحاكي صدىً في البَقا
وكُنْهُ الذِّكَرْ يَسْبحُ في فلكٍ
6.
رأيتُ بها زهرةَ البَنَفْسَجَهْ
تُعيدُ لي ذكرى بغيرِ امتهانْ
شيخٌ شفى جُرحيَ بالعوسَجَهْ
رحمَهُ اللهُ في دفءِ كَفِّهِ
7.
حيةٌ تَجيءُ بكلِّ المَكَرْ
وحرباءُ كالمَرْجَانِ في الثِّمَنِ
شابٌّ تهاوى، يداهُ انجَرَرْ
من ألمٍ كادَ يَفْرَشُهُ العَفَنْ
8.
شيخٌ يهذي بنَغْمٍ مُموَّجٍ
ويلٌ له من سَقيمِ القَدرْ
عذرًا شيخي، فأنا زهرةٌ
تعانقُ الحريةَ في الأثرْ
45
قصيدة