يا غادةَ الغيدِ أم يا غادةَ الفَرَسِ

مشاعرُ الشِّعْرِ مِنْ نَفْسِيْ ومِنْ نَفَسِيْ

في القلبِ جَذْوَةُ نارٍ تصْطَلي صَبَباً

فإنْ ضللْتِ دروْبَ العشْقِ فاقْتبسِ

خَلَعْتُ أَثْوابَ كتْمانيْ لِحُبِّكُمُ

فَلْيَشْهَدِ الخلْقُ أنَّيْ غَيْرُ مُلْتَبِسِ

في ليْلةِ القَدْرِ أعْني ليْلةَ القدَرِ

وجْهٌ أنارَ ظلامَ القلْبِ في الغَلَسِ

في مَعْرَضٍ صَفَحَاتُ الكُتْبِ نَفْحَتُهُ

والعَينُ بينَ رُفوفِ الدُّورِ تخْتَلِسِ

ذاتُ السلاسلِ دارٌ تَعْرُضُ الكُتُبَ

أمْ تعْرضُ الوَرْدَ مَنْصُوباً على الكُرُسِي ؟!

أمْ أنَّها ورْدَةٌ في شكْلِ مَلْحَمَةٍ

حَمْراءُ ضَخَّتْ دِماءَ الحُبِّ في النَّفَسِ

أهذه غادةٌ ؟ بل غادةُ الفرسِ

في العَيْنِ مَمْلَكَةٌ والرِّمْشُ كالحَرَسِ

فَوْقَ الجَبينِ يَخُطُّ الحُسْنُ آيَتَهُ

كَخَطِّها حِكَماً من غيرِ مُقتبسِ

فوق الشفاةِ كؤوسُ الخمرِ دائرةٌ

سُكْرٌ حلالٌ يُجَلِّيْ خاطرَ العُمُسِ

والخصْرُ عودُ أراكٍ ريحُهُ نُسُكٌ

في كفِّ منْقطعٍ ينْأى عن الدنسِ

لمحْتُها وقيوْدُ العُرْفِ تمْنعنيْ

فالقلبُ في حَزَنٍ والعينُ في عُرِسِ

وعينُها ميَّزتْ رِجْلاً مذبذبةً

ما أفصح العين تبياناً عن الخرسِ

ولَحْظَةٌ فَرَقَتْ قلبِيْ بِفُرْقَتِها

والعينُ تَرْمُقها والقلبُ في تَعَسِ

كأنَّ وِقْفتَها ضرْغامُ معْركةٍ

إذا ترجَّلَ يوْمَ البطْشِ عنْ فَرَسِ

على رمالِ قلوبٍ قَرْعُ مشْيتها

لو أنَّ آثارها تبقى على اليَبَسِ

تودِّعُ المعْرضَ والنَّفْسُ تُوْدِعُها

كتابَ ميلادها في أقْشبِ اللُّبُسِ