الديوان » مصر » أحمد نسيم » لا توقدوا جمرات البغض إيقادا

عدد الابيات : 39

طباعة

لا  توقدوا جمرات البغض إيقادا

من  الهموم بنا ما جلَّ تعدادا

حزبَ  المغالين  إن لدارَ آمنةٌ

فلا  تثيروا بها للشر أحقادا

هذي  هي الدار دار الأمن زاهرةٌ

تجنى من العدل نعماءً واسعادا

دارٌ  قد اتشحت لليسر أَرديةً

كما  اكتست من نسيج العز أَبرادا

إن الرجال اذا طاشت صغارهم

باؤوا  بخسر وكانوا فيه اندادا

بنا من الضعف ما أوهى عزائمنا

فكيف نصرع اشبالاً وآسادا

وما  نسينا  زماناً ساقنا ذُلاً

الى  المذلة  أزواجاً وأفرادا

ولا نسينا سياطاً مزقت زمناً

من  البريه أجساماً وأجسادا

ولا نسينا الأولى عاثوا بشعبهم

وقد  أعدوا صنوف الموت إعدادا

عصر وزبك كادت فيه من رهب

تخشى  الأجنة في الأرحام ميلادا

أيام  كنا نسام الخسف من فئة

باتت  تقطع أفلاذا وأكبادا

ان لم تروا عهد أباءٍ لكم ظلموا

فلتسألوا  عنه أباءً وأجدادا

يا عصر عباس لا زالت عدالته

تقيم من عمد القسطاس أوتادا

أصوغ  شعري له في كل آونة

كالدر زان من الغادات أجيادا

ليت البحو دواتي حين أمدحه

او ليت لي من ملث القطرإمدادا

ولستُ  شاعرَ وادي النيل مدعياً

فان لي من حماة الشعر أشهادا

كفاك أنا عبيد الامس من جنف

صرنا الغداة بفضل العدل أسيادا

حتى  بلغنا مكانا لا تطاوله

زهر  الكواكب لو أصبحن حسادا

ادعو  على الظلم لا سارت مواكبه

ولا  بدا  ركبه يوما ولا عادا

نعم الدخيل الذي عمت معارفه

حتى تمول منها او بها سادا

لو تعلمون بأن الأرض موطنكم

والناس  من رجل صدتم كما صادا

صيروا الى الرزق حتى تبلغوا سببا

الى المعالي وشيدوا مثلما شادا

هم معشر ابدعوا في سيرهم طرقا

للمجد صاروا بها غرا وامجادا

شقوا البحار وخاضوها على سفن

تزجى  كما حاولوا في الجو إصعادا

جابوا  الفيافيَ حتى ملهم قتب

من  كل  جائلة تجتاب أنجادا

كانهم قضب سلت بمعترك

والبيد صارت لهذي البيض أغمادا

هبوا الى العلم والدنيا تراودهم

عنها وما أخلفوا للدأب ميعادا

ولا  همُ  جحدوا لِلّه عارفة

يوما ولا حاولوا للفضل إلحادا

إن صوب الدهر فيهم سهم كارثة

كانوا على الدهر أجبالا وأطوادا

أو الزمان دهاهم في مخاصمة

كانوا عليه حساما ليس منآدا

أو قيل سيروا فما في الجد من وصب

ساروا ولو أجهدوا للقطب إجهادا

حتى  اذا بلغوا القطبين ما وقفوا

ولا أبى عزمهم في السعي إسادا

ولا  رأيت سوى ماض يشقهما

حتى يجوب جميع الارض مرتادا

هم  معشر رغبوا في الدأب عن كسل

وفككوا  فيه  أغلالا وأصفادا

أليس من عجب أنا بلا جدل

نفنى  ويبقون  آجالا وآبادا

يبقى الدخيل الذي كنا نعيرهُ

بالفقر عن ملكهِ في مصرَ ذوَّادا

هذي  فضائلهم يا قوم فانتجعوا

مناهل المجد إصدارا وإيرادا

خير النصيحة أسديها الى وطني

لعلني  مرشد من رام إرشادا

كونوا  أحباءَ خيرا من تنافركم

ولا تكونوا عباد اللَه أضدادا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد نسيم

avatar

أحمد نسيم

مصر

poet-Ahmed-Naseem@

160

قصيدة

2

الاقتباسات

11

متابعين

أحمد نسيم بك بن عثمان المصري القاهري. شاعر مصري. ولد سنة 1878م وتعلم وتوفي بالقاهرة سنة 1938م . كان يلقب بشاعر الحزب الوطني. في شعره جودة ورقة. وكان موظفاً في ...

المزيد عن أحمد نسيم

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة