الديوان » مصر » عبد الحليم المصري » تنقل فى منازلها هلالا

عدد الابيات : 47

طباعة

تَنقَّل  فى  منازِلها هلالاَ

وزد  فى كلِّ منزلةٍ كمالا

رأوا ما ليسَ فى القمرين حُسناً

تعالى الله بارئُهُ تعالى

وكانَ الحسنُ يمكنُ بعضَ قومٍ

فلمَّا أن خُلِقتَ لهُ استحالا

إذا ملكَ الجمالُ لنَا قلوباً

فطبعُك رقةً مَلكَ الجَمالا

لو  أنَّ النيلَ يعلمُ من عليهِ

لتاهَ  على  رُبَى  دلالا

رآكَ  الحوتُ تشملهُ بفضلٍ

فكابرَه فى محاسنهِ الغزالا

وإنَّك إِن تهب فيروز رأيا

وما رضَى المجرةَ ما تغالى

مضَى كالظنِّ أو أمضَى انبراءً

يسابقُ فى مسابِحه الظلالا

يقولُ  لمنبدا عن جانبيه

حملتُ اليكُم كرماً ومالا

أَقَلَّ التاجَ واشتملَ المعالى

وحاولَ فى السحابِ لهُ مجالا

أتدرى الفُلكُ أيُّ حياً تهامى

على الوادى وأيُّ سناً تلالا

وتدرى  ذروةُ الخزانِ من ذا

تَلفَّتَ  فوق منبرِها وقالا

تبلَّجَ كاملٌ بجلالِ مصرٍ

عليهِ فمحَّضَ القمرَ الكمالا

وهبهُ حالَ دون النيلِ فيضاً

فهل  هو دونَ فيضِ نداك حالا

يطاوِلُ  سدَّ ذى القرنين ظِلاُّ

وأكثرُ  منهُ للدَّهر احتمالا

ولولا  أنه  لو طالَ يخشَى

حجابَ الشمسِ عن مصرٍ لطالا

مشى باليمنِ فوقَ النيلِ نيلٌ

يرَى  الفيضانَ أحقرَهُ نوالا

إذا ما جفَّ بتَّ تفيضُ تِبراً

وتسمو  فوقَه حالاً فحالا

سعى أنسُ الوجود إليك شوقاً

إذا ما اسطاع في اليمِّ انتقالا

بمجدٍ  من أزوريسٍ منيفٍ

تخشَّع  منه هوروسٌ جَلالا

ولما  أن  لمحتَ به فُلولاً

رددتَ عليهِ من رَمَقٍ صِقالا

ولولا  أن نظرتَ اليهِ هَمساً

لزُعزعَ  من تهيبِّه ومالا

وهبتَ  فأورقت عُمدُ الجوارىِ

وعامت دوحةً فراوا مُحالا

وبات ثرى الصعيد يمجُّ خصباً

ويُغدق  فى مغاورِهِ زُلالا

طلعتَ  مع النجومِ وأنتَ أسمَى

عليه فكنتَ أسعدَهنَّ فالا

ولم  أرَ راحلاً الاّكَ يسعى

ليَقرَى  فى منازلهم رجالا

رأوا كسرى وتاج بنى هرقل

وقيصرَ  والأسّرةَ والحِجالا

وما وردت يداكَ مُنًى ظماءً

لهم  إِلاَّ وقد صدرت نِهالا

مواسمُ فى خطاك مقدَّراتٌ

تصرِّفها  يميناً أو شمالا

إذا انتسب الحيا واختار أهلاً

رآك  له الحَيا عماً وخالا

جرى وجريتَ فى البطحاءِ شوطاً

فَكَلَّ  وأنتَ لم تعرف كلالا

رأى  أندى وأطولَ منهُ باعاً

فمدَّ اليك راحتَهُ ابتهالا

تود السُّحبُ لو أرضتكَ جُودا

فتدلِى بين كفَّيكَ السِّجالا

إذا  ما  أنبتت كلأً وعُشبا

فانك تنبتُ الأسلَ الطِّوالا

إذا ما الناس للكرمِ استعدُّوا

فطبعُكَ يرسلُ الكرمَ ارتجالا

تردُّ  على المسلِّم بالعطاياَ

وتأبَى أن تكلّفهُ السؤالا

فإن  تسمع لخاطرِه دبيبا

فقد  سَمِعَ ابنُ داودَ النِّمالا

وصلت بعمرِ اسماعيلَ عُمراً

فلم يبلغ على الموتِ اكتهالا

ورُبَّ  أبٍ ثوى زمناً قصيراً

فماتَ وعمرُهُ ببنيه طالا

ولا عجبٌ اذا فقتَ البرَايا

فإنك  كنتَ أكرَمَهم خِلالا

وأرفَعَهم غداةَ المجدِ بيتاً

واعرَقَهم  غداةَ الفخرِ آلا

علاءٌ  لم  يزده  الشعرُ الاَّ

كما علَّقتَ بالقمر الذُّبالا

ومُلكٌ كلَّما ناديتَ فيهِ

أجابَ  دعاءَك القدرُ امتثالا

تفقَّدتَ الرعيةَ فاستبانت

بك  الفاروقَ حِلاًّ وارتحالا

مدحتُك يا حسينُ فلم أبالغ

ولا وَهماً نظمتُ ولا خَيالا

فأنت  البحرُ أين مَضَى ولولا

سواحلُ  من مراحِمهِ لسالا

فلا عدمت بك الدُّنيا مجيراً

تَشُدُّ اليكَ فى المحلِ الرِّحالا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الحليم المصري

avatar

عبد الحليم المصري

مصر

poet-Abdel-Halim-Al-Masry@

69

قصيدة

1

الاقتباسات

10

متابعين

عبد الحليم حلمي بن إسماعيل حسني المصري . شاعر يصنف من هم شعراء الوطنية في العصر الحديث وهو من شعراء مدرسة المحافظين، قارب النبوغ وحالت منيته دونه. ولد في قرية "فيشا"سنة ...

المزيد عن عبد الحليم المصري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة