عدد الابيات : 43

طباعة

لحومُ أهل الهُدى بالسُّمِّ تحتفِلُ

  والسُّمُّ ماحِقُ مَن لحومَهم أكلوا

وإرثهم بين أيدي الناس قاطبة

  ولمْ تُبَدِّله أهوالٌ ولا غِيَل

ولم تَطله رَحَى التحريف في زمن

  والدارُ تشهدُ ، والأجيالُ والأزل

كأنهم كتبوا بالأمس ما علِموا

  واليوم ها هم إلى الخِتام قد وصلوا

لمَّا أرادوا انتصارَ الحق ما وَهنوا

  وما استكانوا ، ولا بقومهم شُغِلوا

لكنهم نشطوا في نشر ما فقِهوا

  وما استهانوا بما حازوه أو حصلوا

تَحَمَّلوا في سبيل العِلم كلَّ أذى

  لأنهم عِبءَ ما هم كُلّفوا حَملوا

وما اشتكى جمعُهم ضِيقاً ولا عَوَزاً

  لكنهم بازدهار الدعوة اشتغلوا

كم نقحوا العِلمَ والإيضاحَ صُبحَ مسا

  وكم بإبلاغ ما هم نقحوا احتفلوا

كم جادلوا الخَصمَ بالبرهان يَسبقه

  دعاءُ رب إلى تأييده ابتهلوا

كم جاهدوا بنصوص الوحي مَن كَفروا

  وفندوا شُبَهَ الغالين مَن جهلوا

كم بيَّنوا سُبُلَ الهداية اعتجَمَتْ

  على أناس عن التذكير كم غفلوا

وهل تَبِينُ سبيلٌ دون مُصطدم؟

  كم بالتناظر تُجْلى للورى السُّبُل

كم لابن تيميةٍ قامتْ مُحاكمة

  فيها يُحاكِمُه الدَّهاقِنُ الجُهُل

يُراوغون لهم فخرٌ بباطلهم

  والشيخ في ذي الوغى المجاهد البطل

يَفضُّ مُزدحماً سادتْ به بدعٌ

  والحق غالبُ مَن بالباطل اخبلوا

ما راعَه جَمعُهم ولا بطانتُهم

  بل جَدَّ في الأمر ، والأراذل ابتُذلوا

والجدُّ يَنصُرُ مَن يَأوي لمَوئِله

  والهزلُ يَهزمُ أقواماً إذا هزلوا

دَكَّ (ابنُ تيميةٍ) ما سِيقَ مِن حُجَج

  وما لهم بالذي أدلى به قِبَل

أذاقهم بالتحَدِّي طعمَ غضبته

  في الحق يربطه بربه أمل

وفندَ الزعمَ مُسْتلاً مُهنده

  ما صَدَّ عَزمته لومٌ ولا عَذل

للحق يَثأرُ ، لا للنفس سربلها

  كيدُ الخصوم الألى بالعِلية اتصلوا

تجرَّدَ الشَّيخ مِن مَجدٍ يُسامرُه

  يُمليه قومٌ إلى أهوائهم وُكِلوا

لو استجابَ لهم شادوا بطاعته

  والشيخ ما ردَّه عن حقه السَّفل

 حَرَّانُ يوماً ستفنى والحياة بها

  وما(ابنُ تيميةٍ) وسط الألى رحلوا

العِلمُ يُعطِي حياة للألى علِموا

  كما يُميتُ العُتاة الجهل والضلل

والشيخ جاهدَ بالحُسام مَن غلبوا

  على الديار ، فما رَقوا ، وما عدلوا

سَل التتارَ عن الجهاد قامَ به

  شيخٌ جليلٌ رفيعُ القدر مُكْتهل

صَفَّ الصفوفَ ، وطبعاً كان أولها

  ودائماً طالِبو الحُسنى همُ الأوَل

حتى إذا وضعتْ أوزارها فِتنٌ

  ولم تعُدْ مِحَنٌ تُجدي ، ولا حِيَل

سل اليراعَ على مَن رَوَّجوا بدعاً

  يا ليتهم في جِوا الهيجاء قد قتلوا

كي تستريحَ مِن الضُلال أدمغة

  لها بترويج أسباب الهوى شُغل

لا ينفعُ السيف في إخراس ألسِنةٍ

  يقودُها للسقوط الهزلُ والفشل

للسيف خَندمة تغتالُ مَن فتنوا

  وإن أيام أرباب القنا دُوَل

وللكلام مجالٌ في مُناظرةٍ

  يرى الخصومُ بها عُقبى الذي عملوا

ولابن تيمية في الاثنتين بَلا

  وفي مواجهة الأعدا له ثِقل

ويح الخصومِ على أعقابهم نكصوا

  وإنَّ منهجهم إنْ مُكِّنوا النكل

والغدرُ طابَعُهم ، والمكرُ شِيمتهم

  وإن أغلبهم على الأذى جُبِلوا

وأصدروا الحُكمُ سجن الشيخ تشفية

  وكم أضاء ظلامَ (القلعة) الرجل

وللمكائد أقوامٌ بهم صَلفٌ

  ما في القلوب تُقى كلا ولا وَجَل

في (سِجن قلعته) الإمامُ فارقهم

  وعند ربِّ الورى الجدالُ يكتمل

ويُرجعُ الحقَّ رَبُّ الناس خالقنا

  مِن الألى حَكموا الدنيا فما عدلوا

ورحمة الله ربي دائماً أبداً

  على (ابن تيميةٍ) ومَن له بذلوا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1935

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة