الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » أن تصيبوا قوماً بجهالة!

عدد الابيات : 46

طباعة

يُفِيدُ التبَيُّنُ مَن يَدَّكِرْ

  ويُفلِحُ في الناس مَن يَعتبِرْ

  فكم مِن ظنون أبادتْ قرىً

  فزايلَ عُمرانُها والبشر

وذِي قِصة تستثيرُ الحِجا

  وفيها لبيبُ الورى يَفتكر

فقد عاد من (شغله) عائلٌ

  وعاينَ في البيت ما لا يسُر

رأى زوجَهُ تزدري أخته

  وتضربُها ، فاحتواه الضجر

وتكوي بألفاظها سُمعة

  يَضِيقُ بها السمعُ بعد البصر

ولم يسأل الزوجَ: ماذا جنتْ

  ولم يكُ في حُكمه المصطبر

ولكن تسَرَّعَ فيما ارتأى

  وحَكَّمَ إحساسَه المستعر

وقادتْه عاطفة أضرِمتْ

  ويُنصِفُ لو كان يدري الخبر

فأمسكَ بالزوج مستجمعاً

  قوَى كَفه ، ثم لف الشعَر

وجَرَّ الحليلة ، لم يَرتفِقْ

  وغصَّ بتهويله المعتكر

ولم يلتمسْ أيَّ عُذر لها

  وغلّبَ في الحُكم سَمْت الغجر

وطابَ لزوج حِمى أهلها

  لتمحوَ ما نالها مِن كدر

وقبل الرحيل له استأذنتْ

  فوافقَ زوجٌ ، ولم يعتذر

وأرضى الأخية مستبشراً

  فقد أرجعَ الحق ، فليبتشر

وعند المساء أتتْ أمُّهُ

  تُسائلُ عن زوجه في حذر

فأخبرها الابنُ مستنكراً

  فقد فاجأتْه بشيءٍ نُكُر

وضاقت عجوزٌ بصُنع ابنها

  ومالتْ إلى الصفع ، لم تدَّكر

وقالت: تهوَّرت ، لم تعتدل

  وجاوزت في الظلم حَدَّ الخطر

أصبت بجهلك مَن جاهدتْ

  لتُخمِدَ ناراً هنا تستعر

حريقٌ تضرَّمُ يُودي بنا

  وهذا الحريقُ ابتدا بالشرر

فهلا تساءلت عن فعلها؟

  لقد يُفصِحُ السؤلُ عمَّا استتر

ألا إن أختك في غيِّها

  تُخادنُ محبوبَها المحتقر

وتلقاه في صبحها والمسا

  وقد تعتدي فتزيدُ المِرر

هداديك كنْ منصفاً راشداً

  وظني كُسُورُك لن تنجبر

أنا للتثبت أرسلتُها

  لترقب أختاً بها نفتخر

ولكن غوتْ ، واستكانتْ لمن

  بها – دون وعي لديها مكر

وناولها العشقُ كأسَ الهوى

  وقلبي بما قد جَنتْه انفطر

أتتركُ حبلاً على غارب

  فماذا تُؤمِّلُ أو تنتظر؟

أترضى بما مارستْ مِن خَنا؟

  أراك إلى صحوةٍ تفتقر

أفقْ مِن ظنونك يا عابثاً

  وحاذرْ لنفسك أن تنتصر

وراقبْ بنفسك حتى ترى

  صنيعَ الأخية خلف الستر

فلمَّا تأكدَ لاكَ الشقا

  ولقنَ (قيساً) دروسَ العُمُر

وأعطاه مِن ضربه حِصة

  تُفِيقُ مِن السُّكْر غِراً سَكِر

فعاد إلى رُشده ساذجٌ

  وأدرك عُقبى الغواية غِر

وعاد بـ (ـليلى) إلى دارها

  ومازال يضربُ حتى فتر

وجدَّ المسيرَ إلى زوجه

  يسوقُ لها العُذرَ عمَّا بدر

فقالت بهمس: أنا لم أبُح

  لأهلي وقومي بما هو سِر

ولكنني سُقتُ تبريرة

  وعللتُ ما قلتُه بالسفر

فسلمْ عليهم ، وكن حاذراً

  ولا تُفش أسرارَنا يا عُمر

حنانيك نارُ الخلاف انطفت

  وزالتْ مع النار ريحُ الغِيَر

وإما رجعنا إلى بيتنا

  فقل ما بدا لك ، واقض الوطر

وعاد الجميعُ ، ولم ينشروا

  شِجاراً يُدَمِّرُ إمَّا نُشِر

وأدرك زوجٌ صُوى قِصةٍ

  تعابيرُها سَطعتْ كالدُّرر

تقول: التبَيُّنُ منهاجُنا

  وتركُ التبَيُّن حُمقٌ وشَر

تعالى المهيمنُ مَن سَنه

  وبيَّنَ فحواه خيرُ البشر

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1935

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة