سأحيا رغم الألم والعناءِ  

مثل الصقور على ذرى العلياءِ  

أنظرُ إلى الآفاق في أملٍ جديدٍ  

متحدياً سُحبَ الزمانِ وبلاءِ  

لا ألتفتُ للظلِّ الحزينِ ولا أرى  

ما في عمقِ الهاوية السوداءِ  

أمضي بخطوي في الحياةِ مُترنماً  

أحيا بحلمٍ في سماءِ السعداءِ  

أسمع نداء الكونِ في نبضاتهِ  

وأشربُ من نهرِ الأملِ بنقائي  

أصغي لصوتِ الخلدِ ينثرُ حكمهُ  

في قلبي الصافي كحلمِ الشعراءِ  

وأقولُ للأقدارِ هيا فاصرخي  

لن تهزمي عزمي ولا إصراري  

لن تطفئي شعلةَ الحياةِ في دمي  

مهما أتتكِ من صروفِ جفاءِ  

فاهدمْ فؤادي كيفما شئتَ يا قدرُ  

سأبقى كالصخرةِ في العلياءِ  

لن تعرفَ الشكوى لقلبي موطناً  

ولن أكونَ بينَ جمعِ الضعفاءِ  

سأرتقي جبالَ طموحي عالياً  

وأبتسمُ للصبحِ رغمَ البلاءِ  

افرش طريقي بالأشواكِ والدجى  

وزد عليهِ رعودَ البأساءِ  

سأظلُّ أغني رغمَ ذلك شامخاً  

بألحانِ روحي في قلبِ الأنواءِ  

أمشي بروحٍ حالمةٍ ومتقدةٍ  

تحتَ ظلالِ الليلِ والأدواءِ  

فالنور في قلبي يشعُّ بضيائهِ  

كيفَ أخافُ السيرَ في الظلماءِ؟  

إني أنا النايُ الذي لا يخفتُ  

لحنُهُ في قلبِ كلِّ الأحياءِ  

وإن انطفأ يومي وفنيتُ كرمادٍ  

سأذوبُ في صبحِ الجمالِ الضياءِ  

وأرتوي من أنهارِ النورِ البهيّة  

حراً من الآثامِ والعناءِ  

فقل للذين حاولوا هدمي يوماً  

وظنوا أني انتهيتُ برمائي  

إنني في الفضاء أحيا طائراً  

وأغني بصوتي فوقَ الأعداءِ  

أبداً لن تحني الرياحُ جبيني  

ولن تطفئ النارُ شعلةَ فنائي  

فافرحوا في الظلِ ما شئتم، ولكن  

سيبقى صداي فوقَ سماءِ