الديوان » نادر الحدّاد » القصيدة القرطاجية

عدد الابيات : 19

طباعة

 

 

هذي قرطاجُ.. و هذا قلبي مفتاحُ

إني أحب..و ما يشفي الرّوح جرّاحُ

أنا القُرطاجيُّ، لو فتحتُمُ صدري  

لجاءكم عِطرُ زَيتونٍ، وتُفّاحُ  

ولو سكَبتُم على جرحي أساكِنَكم  

لسمعتُم في دمي أنينَ مَن راحوا  

هذي قرطاجُ، وهذي الأرضُ تذكُرنا  

وفي صدى جبالِها أوجاع و أشباحُ  

الأمواجُ تبكي على أطلالِ أحلامنا  

والرملُ يَخطُرُ في أرواحِ من سَاحُوا  

للخُضرةِ حُقوقٌ في بيوتِنا   

كما لزيتونِنا ظلٌّ وأفراحُ  

الياسمين في أعماقِ قُرطاجَنا  

كيف أنسى؟ وعطرُ المجدِ فَوّاحُ  

هنا المكانُ الذي يحيا به حلمي  

وقلبُ "عليسةَ" أضحى الآن لَمّاحُ  

هنا جذوري، هنا تاريخُ مدينتي  

فكيف أُخفِي؟ وهل في الشعر إيضاحُ؟  

كم من قرطاجيةٍ مرّت ملامحُها  

كأنها البدرُ في آفاقهِ فاحوا  

أتيتُ أبحثُ عن مجدي فكان هنا  

في حضنِ قرطاجَ حيثُ المجدُ فضّاحُ  

أربعون عاما و أجزائي مبعثرةٌ  

كطائرٍ في سما الأحلامِ لم يرتاحُ  

تقاذفتني رياحُ الشوقِ مُغتربًا  

حتى تعانقَ في عينَيَّ مصباحُ  

أقاتلُ النسيانَ في شعري وفي لغتي  

حتى يزهرَ شعري و القافية جناحُ

ما للزمانِ بدا كالسيفِ جارحةً؟  

أليس في كتبهِ للعشقِ أفراحُ؟  

والشعرُ... ماذا سيبقى حين تكتبُهُ  

أقلامُ من لا يفقهونَ إلا مدّاحُ؟  

وكيف نحيا وفي الأغلالِ أنفسُنا؟  

وكلُّ ليلٍ عليهِ الصمتُ مُباحُ؟  

أسوار قرطاج في شعري أعمدةٌ

ماذا من الحلمِ يبقى حين ينزاحُ؟  

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نادر الحدّاد

نادر الحدّاد

30

قصيدة

نادر الحدّاد هو طيّار وخبير اقتصادي وشاعر عربي ينشر أعماله باللغتين العربية والفرنسية. أصله من تونس ويقيم في العاصمة الفرنسية باريس.

المزيد عن نادر الحدّاد

أضف شرح او معلومة