الديوان » تونس » نادر حداد » أصابك عشق أم نسيم مغنم

عدد الابيات : 24

طباعة

أصابَكَ عشقٌ أم نَسيمٌ مَغنَّمِ 

فما هذهِ إلا سِمةُ قلبٍ مُتَيَّمِ 

أصابك سهمٌ أم سُحرُ عيونها 

فما هذه إلا عينُ فاتنةٍ تُدمِي 

فيا ساقيَ الراحِ اسقني من كؤوسها

واذكرْ لنا عن ليلى بِلحنٍ مُرنَّمِ 

فدعْ ذكرَ سلمى والهوى إنني 

أغارُ عليها من نفسِ المتكلِّمِ 

أغارُ عليها من ظلالٍ ترافقها 

ومن كل نجمٍ في السماءِ إذا أومي

  أغارُ عليها من نسيمٍ يلامسها 

ومن شمسِ نهارٍ إذا لاحَ في الظُّلَمِ 

أغارُ على عطرها من نسيمٍ 

إذا داعبَ الشعرَ الناعمَ المهدبِ 

فيا أهلَ حبٍّ في الهوى قد تلطَّفت 

خذوا من دمائي إن جفاني ترفُّقي 

فإني قتيلٌ لا تطيقُ جراحُه 

سوى لمسةٍ من كفِّها في تأنقِ 

ولا تسألوا عن الجراحِ وكيفَها 

ولكن سلوها كيفَ ساقت إلى دمي 

فقولي لها يا أمنياتي وراحتي 

أنا مُغرمٌ، واللومُ ليسَ بمؤلمِ 

فلي منكِ نبضٌ كأنه نغمةٌ 

تحاكي قلوبَ العاشقينَ، وتحتمي 

وليسَ بقاتلي سهامٌ ولا حُسام 

ولكن رمتني من جمالِكِ بسهمِ 

لها في الضحى نَورُ البدرِ وبهجتُه 

كأنها حوراءُ تسري في حلمِ 

ولي من شجونِ العشقِ ما ليسَ ينتهي 

ولو قيلَ عني: عاشَ في حزنِ نَدَمِ 

فهل في الوصالِ راحةٌ تشفي أسى 

قلبٍ تاهَ في بحرِ الهوى المتألّمِ 

فيا عاذلي دعني، فإني مُسافرٌ 

إلى حبِّها، والجُرحُ ليسَ بمُسلمِ 

وإن بكتْ قبلي فلا عَيبَ بالبكاءِ 

فللدمعِ ألحانٌ على وترٍ مُغرمِ 

بكيتُ على من قد سبا الحسنُ وجهها 

فلا قلبَ لي إن غادرتني بلا غمِّ 

أراها قرطاجية الطرفِ مازحةً 

وهي في حبِّها سرُّ قلبي المدَمِمِ 

وممشوقةٌ كالرمحِ في لطفِ مشيها 

تفوحُ كأن المسكَ منها بمُنعمِ 

لها حُسنُ علّيسة وبهاءُ الخلائق 

وجَمالُ يوسفٍ ونقاءُ مريمِ 

ولي حزنُ يعقوبَ وألمُ رحيله 

وأشواقُ يسوع و حب محمدِ

فإن كنتُ مغلوبًا، فقولي لعينها 

إني قتيلُ الحسنِ، فاتركني أرتمي

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نادر حداد

avatar

نادر حداد حساب موثق

تونس

poet-Nader-Haddad@

63

قصيدة

1

الاقتباسات

27

متابعين

نادر حداد، شاعر باللغة العربية والفرنسية، ولد في مدينة بنزرت بتونس عام 1986. بعد انتقاله إلى فرنسا لمواصلة تعليمه العالي، حصل على شهادة من جامعة السوربون، وتخرج لاحقًا من جامعة ...

المزيد عن نادر حداد

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة