الديوان » نادر الحدّاد » إلى الُشعراَءْ

عدد الابيات : 19

طباعة

أرى الشعراءَ قد هانوا على زمني  

وكلّ منهم يظنُّ الفخرَ في الوَهَنِ  

يُجاهدونَ بأنفاسٍ قدِ احترقتْ  

وما دروا أنَّ مجدَ الشعرِ في السَّنَنِ  

 

أين البيانُ؟ وأين الفصاحةُ؟ هل  

تُرجى المعالي لمن قد زلَّ في الفتنِ؟  

أتَتكُمُ الكلماتُ من غيرِ قافيةٍ  

كمن يبيعُ سرابًا وسطَ مِدْيَنِ  

 

أقولُ، قولي نهرٌ لا ضفاف له  

وكلُّ ما جئتُمُوهُ محضُ مُلتَهَنِ  

أراكمُ تعبثونَ بالشعرِ من جهلٍ  

تُصاغُ أوزانُكمْ من عجزِ ذي هَرَمِ  

 

تقولونَ في اللغوِ ما ليس يُدرِكه  

فهمٌ ولا عقلٌ، بلا منطقِ الفطنِ  

أما أنا، فحروفي كالسيوفِ إذا  

سلتْ، قطعتْ رقابَ الجهلِ في زمني  

 

أتحداكمُ يا قومَ في بيداءِ شعري  

هلمّوا إنْ تجرؤونَ ردّ حرفِ سني  

فإنَّ ما في يدي من فخرِ قافيتي  

ما جئتُمُوهُ، ولا طمعتُمْ بدُنوِّ غصني  

 

أيا شعراءَ هذا العصر، لا تنطقوا  

فالبيتُ بيتُ الفصاحةِ فوق كُلِّ غُبنِ  

من ذا ينازعني في ساحةِ الكَلِمِ؟  

من ذا يجيبُ على التحدي دونَ وهنِ؟  

 

قد شُدَّ فيني الحِزامُ، واعتَلتْ رايتي  

فجئتُ من العُلا عزمًا بلا ثمنِ  

أيا جماعةَ الهزلِ، أين شعرُكم؟  

إن كان حقًّا كما تزعمونَ في العَلَنِ؟  

 

فقولوا، هل بلغتم مجدَ فصاحتي؟  

أم ظلَّ قولكمُ في قبضةِ الهجنِ؟

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نادر الحدّاد

نادر الحدّاد

30

قصيدة

نادر الحدّاد هو طيّار وخبير اقتصادي وشاعر عربي ينشر أعماله باللغتين العربية والفرنسية. أصله من تونس ويقيم في العاصمة الفرنسية باريس.

المزيد عن نادر الحدّاد

أضف شرح او معلومة