للنَّاسِ عِيدٌ وأَنْتِ وَجْهُكِ العِيدُ
يَا "غَادَةٌ" تَسْتَقِي مِنْ حُسْنِهَا الغِيدُ
إِنْ غَرَّدَ الطَّيْرُ فَوْقَ الغُصْنِ مِنْ طَرَبٍ
فِي غُصْنِ قَلْبِي لَكُمْ يَا غَادُ تَغْرِيدُ
يَا غَادُ أَوْدَعْتُ جِسْمِي وَسْطَ مُعْتَكَفٍ
والأَجْرُ عِنْدَ عَظِيمِ المَنِّ مَوْعُودُ
لٰكِنَّ قَلْبِي سَرَى مَعْ طَيْفِ فَاتِنَتِي
فَالقَلْبُ مُرْتَحِلٌ والجِسْمُ مَوْجُودُ
إذا الإِمَامُ تَلَا الآيَاتِ مُجْتَهِداً
كَانَ لَهَا فِي صَمِيمِ القَلْبِ تَرْدِيدُ
ويَقْبِسُ القَلْبُ نُوراً مِنْ تَدَبُّرِكِ
فَيَصْدَعُ فِي ضُلُوعِ الصَّدْرِ تَمْجِيدُ
فَالكُلُّ مِنَّا سَعَى فِي حُبِّ خَالِقِهِ
فَلُؤْلُؤُ الصِّدْقِ وَسْطَ الحُبِّ مَنْضُودُ
جُدْتِ بِحُبٍّ حَمَاهُ اللهُ لٰكِنَّكِ
مَا جُدْتِ بالوَصْلِ إِنَّ الجُودَ مَحْمُودُ
قَالَتْ : تَدَرُّجُنَا فِي الحُبِّ سُنَّتُنَا
لاَ تُهْلِكِ القَلْبَ ؛ إِنَّ اليَوْمَ مَشْهُودُ
فَقُلْتُ : عَجَّلْتُ فِي عِشْقِي كَمَا عَجِلَ
مُوسَى لِمِيقَاتِهِ ، فَالقَوْلُ مَرْدُودُ
تَنْهِيدَةٌ حَرُّهَا مِنْ حَرِّ بَيْنِكُمُ
وحِيلَةُ العَاشِقِ المَحْرُومِ تَنْهِيدُ
وَحَّدْتُ حُبِّي ، ورَبِّي لا شَرِيكَ لَهُ
أَنَّى سَرَى القَلْبُ ؛ فَالمَقْصُودُ تَوْحِيدُ
أَنْتِ عَطَاءُ الكَرِيمِ ؛ حَصِّنِي قَلْبَكِ
فَكُلُّ ذِي نِعْمَةٍ فِي النَّاسِ مَحْسُودُ
35
قصيدة