الديوان » لبنان » حبيب ثابت » وهب آدونيس عند الضحى

عدد الابيات : 28

طباعة

وهبَّ آدونيسُ عند الضحى

يصطادُ  في  الأغوارِ غزلانا

وكانت   الآفاق  مفترةً

وكان  طيرُ الجوِّ جذلانا

على جبينِ الشرقِ كف السما

ألقت    على   الاطلالِ

وفجّرت   أبحارَ  انوارِها

وأغرقت  في النورِ لبنانا

وهَام  ادونيس  من  يأسهِ

واجتاز   احزاناً  فاحزانا

حتى  اذا  مرَّ بوحشِ الفلا

وانقضَّ  وحشُ الغاب غضبانا

ومزَّقت   اظفارُه  جسمَهُ

وامتصّه لحمانَ لحمانا

مات الشبابُ الغضّ مات الهوى

في الكون ليت الحب ما كانا

سنَةُ  الكون ان يموت حبيبٌ

بعدَ  طولِ النوى وعمقِ الجراحِ

كل  حيٍّ يموتُ فالوردُ يذوي

مطمئناً  على فراشِ الصباحِ

ويموت  النسيمُ رطباً ندياً

يتلاشى  على أكفِّ الرياحِ

مات  آدونُ مثلما ينطفي النورُ

مساءً  على عيونِ الأقاحِ

مات   آدون   سيّدُ  الحبِّ

في الارضِ عزيزاً على قلوبِ الملاحِ

مادَ لبنانُ من روابيهِ في السفحِ

لقصوى سهوله والبطاحِ

وعلى الشرقِ مأتم مُترعُ الدمعِ

وفيهِ  رجعُ البكا والصياحِ

واطلّت  من  العلا عشتروتٌ

تندبُ الميتَ بالدموعِ الفصاحِ

تقرعُ الصدرَ تُرسلُ الشعرَ

للارض وتبكي على الهوى المستباحِ

وترويّ  الشفاهَ بالقُبَل الحمراء

نشوى  من الأسى والنواحِ

وتناجيهِ  بالرقيقِ من القولِ

وتشكو اليه كسرَ الجناحِ

سأقيمنَّ  من  وفائي ذكرى

لحبيبي تميدُ منها السماءُ

واقيمنَّ  في الهياكلِ تمثالاً

لربٍّ   له  عليَّ  الوفاءُ

في طقوسٍ هي الهوى والتصابي

ورموزٍ  هي  النوى واللقاءُ

والليالي الرعشَاء في هيكل الحبِّ

زحامٌ    وضجةٌ    وهناءُ

فالمصلّون للهياكلِ يسعَون

خفافاً وحولهنَّ النساء

ينجرون  الذبائحَ الحمرَ في الصبحِ

وفي  الليلِ تصطلى الاهواءُ

فوق  أفقا وفوق تلك الروابي

كلُّ   عذراء  للحبيب  فداءُ

ويطوفون  حول قبرٍ عزيزٍ

عبقَ  الزهرُ حولَه والشذاءُ

بعيونٍ يغلغلُ الدمعُ فيها

وقلوبٍ تفور فيها الدماءُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حبيب ثابت

avatar

حبيب ثابت

لبنان

poet-Habib-Sabet@

17

قصيدة

1

متابعين

حبيب بن جرجس حنا ثابت. ولد في بلدة بحمدون في لبنان سنة 1912م ، عاش في لبنان، وتلقى تعليمه العالي في باريس. أنهى تعليم المرحلة الابتدائية في بلدته، ثم انتقل إلى مدرسة ...

المزيد عن حبيب ثابت

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة