الديوان » العراق » حسن القيم » قَد حملت نشرك يا معطاره

عدد الابيات : 61

طباعة

قَد حملت نشرك يا معطاره

صباً  بنجد طيَّبت عراره

سرت بريّاك فظن صاحبي

قَد فَضَّ داريٌّ لنا عطاره

خمرت  وَجهاً لو رأَته لبست

شمس الضحى من خجلٍ خماره

رأَت نساء الحي برق حاجرٍ

يزجى الى خبت النقا عشاره

حسبنه خلف البيوت ضرماً

فرحن  وهنا يقتبسن ناره

زرَّ على السحب بنجدٍ جيبه

وحلَّ  في  تهامةٍ أَزراره

ياهل طرقت طنباً لغلمةٍ

تحرس في نجم القنا أَقماره

فبالخبا ريّاالشباب سجفها

تمنع  عنه قومها من زاره

تشير لي خلف القنا بمعصم

فعمته  قد فصمت سواره

لَو  ينتَضي موتورهم من جفنها

سيفاً لرد مدركاً أَو تاره

أَو أَدركوا في الطعن رمح قدّها

عافوا القنا واِعتقلوا خطاره

احبب بليل ميَّةٍ وقد غدا

يَقضي أَخو اللهو بها أَوطاره

يَستاف  طوراً فيه ورد خدها

وَتارة   يلثم  جلّناره

حتىّ إِذا كف الصباح لطمت

وَجه  الدجي ومزقت أَطماره

وَصار بالصبح كعبد محرم

بات  يشد  بالصفا أَزاره

أَرخت عن الواشي لها غدائراً

سوداً  أَحال ليلها نهاره

وانصرفت تستاف من أردانها

لطيم مسك يسحقون فاره

قلت اِستعرت لحظ ظبي رامةٍ

قالت بها لحظي هو اِستعاره

يا من رأَى لي بالكناس ناشئاً

يعقد  فوق  بانة زنّاره

عاقرني  وردية مازجها

خداً أَرى في كأسها احمراره

يدير  كأساً قد غدت تصبغه

حمرتها عن خد من أَداره

على رياض حاك ريعان الصبا

فيه رداء لبست بهاره

اعرس منها النور في مفّوف

كانَت دنانير الحيا نثاره

ذو  عبقٍ كأَنَّما قد عطرت

نفحة عرس حسن أَزهاره

لاحَ بناد البشر منه قَمَرٌ

قال  الورى سبحان من أَناره

بورك في أُفق السماح طالعاً

بدر  ندى لا نَختَشي سراره

إِذا تَصَدَّت لندى بنانه

أَجرت عباب كرم تياره

يا رائدي الأَفراح إِنَّ غصنها

أَينع قوموا فاِجتَنوا ثماره

بشراكم  في فرحةٍ لمثلها

محمد قد أَكثر اِستبشاره

يا  خير زاكٍ غرست كف العلا

من  قبل في طينتها نجاره

قلت لمرتاد الندى مغلّساً

في  السير يمم في الركاب داره

حيّ  بممدود الرواق أَغلبا

يلبس  عن شد الحبا وقاره

لَو  تَستَطيع هاشم لمجدها

لفَّت  على رؤوسها فخاره

وَغلمة منه على نار القرى

بانت تقص بالندى أَخباره

فَما دَجَت ليلة سار وهم

لخابطيها يوقدون ناره

يفديك سبط الراحتين ذويد

قد قبضت من لؤمها ديناره

لَو كان ضرع ديمة بنانه

ما  بلَّ قسبا حالبٌ قطاره

أَو  عصرت راحته ما سمحت

بقطرة يغسل فيها عاره

تَقول  لي في مدحكم قرائحي

هَذا أَوان الشعر يا مهياره

فَقامَ مني للثناء أَفوهٌ

يحكم في مديحكم أَشعاره

سرت له من نحوكم صنائعٌ

نبهن  بعد رقدةٍ افكاره

مثل  الحسام حلَّ فيه صدأ

ثم  القيون صقلت غراره

يا  مُستَشاراً يوم أعوز الورى

فيه حصيف الرأي مستشاره

لَقَد  بنت قومك بيت سؤددٍ

أَضحى عليك مرخيا ستاره

فاِشتَركت في المجد قدما ونرى

عندك  يا واحدها انحصاره

حملت عبأ منه لَو ناء بهِ

سوى  الحسين لاشتكى أَوقاره

فَتى سرى من رأيه بكوكب

لو  ساير النجم غدا سيّاره

يا من به قد أَودع الفضل الَّذي

ما  بلغت كل الورى معشاره

يضم  منك الليل خير ناسك

عاقد  في خشوعه أَسحاره

كَم ذي لِسانٍ طالع عن شدقه

كالصل جاء نازعا وجاره

إِذا  الكَلام جاش يوما بحره

قال سواي لم يعم غماره

يعقده بالعي منك فيصل

أَضحى فنيق كلم هداره

وَيَغتَدي لسانه من صمته

ميتا  يَرى في فمه إِقباره

يا من رأت منه بمضمار العلا

سبقا فظنت تَقتَفي آثاره

خلفك  عجزاً عَن بلوغ سابقٍ

إِلى العلا لن تلحقي غباره

تقاصري  عن العلا عاجزةً

بوعك فيها لم تطل أَشباره

أَدرك مجد قومه موطداً

موسى فاعلى بعدها مناره

ما اِنتسبت لقومه أَكرومة

إِلّا وزرَّ فوقها أَطماره

ظلَّ  السماح خابطا عن مبركٍ

حتىّ  أَناخَ بهم عشاره

هم  أَعتقوا رق الزَمان وغدوا

يَستَعبِدون  بالنَدى أَحراره

فأَسروا  بمنّهم طليقه

وأَطلقوا  بمنِّهم أَساره

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حسن القيم

avatar

حسن القيم

العراق

poet-Hassan-al-Qayyim@

37

قصيدة

5

متابعين

حسن بن الملا محمد بن يوسف بن إبراهيم بن إسماعيل بن سلمان بن عبد المهدي ولد سنة 1861م . من أكابر شعراء عصره، أديب وخطيب كانت صنعته الأحزمة المطرزة المعروفة ب(الحيص) ...

المزيد عن حسن القيم

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة