الموت  يأتي  لا مردَّ   لأمره

حكم  الإله   برقه    المنشور

كل ابن آدم   ذائق سكراته

لا مهرباً   أبدا   من   المسطور

أودى أخي وبقيت أندب حسرتي

كالطائر المذبوح  والمدحور

القبر أضيق أن يضمك يا أخي

يا سابحا في بحره  المسجور

كيف الحياة تكون بعدك حلوة

يا من بحسكِ بهجتي وسروري

كنت الصديق إذا أردت صداقة

وأخا  وفيا   حافظا   لنذوري

والله ما هبت علي عواصف

إلا  وجدتك  صخرتي  وجذوري

فعليك ألقي ما أنوء بحمله

وإليك أفضي  إذ  تسوء  أموري

وإذا الحياة دروبها قد أغلقت

ألقاك صرت معابري وجسوري

بالله يا من كنت في  جلساته

هل كان  فيها غير  كل  حبور

يحكي وكل  الجمع  مستمع  له

وتراه حقا  شعلة  من  نور

ما كان يهدأ في  حوائج  غيره

حتى  يؤديها   بكل   سرور

كالنسر طار إلى السماء بلحظة

وأنا كجنح الطائر المكسور

أرنو إليه  ولست   أملك حيلة

إلا  البكاء  بدمعي  المقهور

يا رب  ارحمه  وطيب   قبره

بعبير  ورد   عابق   وزهور

رثاء أخي محمد بشار الخطيب