الديوان » العصر العثماني » حسن حسني الطويراني » من بارق بارق هاج الهوى ومضى

عدد الابيات : 30

طباعة

من  بارقٍ بارقٌ هاج الهَوى وَمَضى

فَأَرسل السُحْبَ مِن عَينيَّ إِذ وَمَضا

أَطار نَومي بتذكار الأَحبة مِن

وَادي الغَضا وَقَضى في مُهجَتي بغضا

لِلّه مَنزلنا حَيث الصِّبا نَضِرٌ

وَحيث عَهد الوَفا وَالحُب ما نُقِضا

أَيامَ صَفوُ شَبابي لَم يَشُبْه نَوىً

وَجَوهرُ الحُسن فِينا لَم يَكُن عَرَضا

هَل  يَذكرنّ صَحابي بَينَهُم وَلهي

أَوقاتَ  سَهم التَصابي بالغٌ غَرَضا

وَهَل رَعوا ودّنا الصافي وَسالفَه

أَم ضاعَ فَاتخذوا مِن بَعدنا عِوَضا

وَهَل رَضوا ما جَرى مِن جور هَجرِهمُ

وَنَحنُ لَم نَلقَ أَيام النَوى بَرَضا

لِلّه قَلبٌ وَجسم ذا بِهِمْ كَلِفٌ

شَتّى الهُمومِ وَذا أَضحى لَهُم حَرَضا

دَعهم وَإِن نَقضوا في الحُب ما عَهدوا

فَأيّ  عَهد مَع الأَيام ما اِنتقَضا

لا خَير في الناس إِلّا أَنهم صور

أَو عارضٌ زائل يَوماً كَما عَرضا

فَدَع  أَذاهم  وَلا تَحزَن بذكرهمُ

لا تَستَجر بِسَعير مِن لَظىً رَمضا

وَلُذ  بِأَعتاب خَير الخَلق تَلقَ بِهِ

عَن كُل شَيء سِوى رَب السَما عِوَضا

خَير  البَرية وَالبرّ الرَؤف بِها

وَمَن إِذا ما دَجى لَيل الهُموم أَضا

مَن  شيّد الدين وَالأَركانُ خاويةٌ

وَهدّم  الكُفرَ  إِذ بنيانُه نَهضا

هدى إِلى النُور وَالأَفكارُ مُظلمةٌ

مِن الضَلال وَبِالحَق المبين قَضى

أَحيى الحَقائق وَالأَلبابُ مَيتةٌ

وَأَوضح المنهج الناجي وَقَد غمضا

عز  اليَقين  لِما والاه فَارتفعت

أَعلامه وَأَذل الكُفر فانخفضا

كَم  معجزات لَهُ آياتُها ظهرت

بحكمة أَعجزت إِنكارَ مِن بغضا

نُطقُ الجمادات وَالحَيْوان أَعجَبُ أَم

جُندُ المَلائك في بَدر يَغصُّ فَضا

حَسبي بِأَعتابه رُكناً أَلوذ بِهِ

فَغابة اللَيث تَحمي كُلّ مَن ربضا

يا حجةَ اللَه إِني جئت ملتجئاً

عَسى يَصحُّ فُؤاد بِالهَوى مرضا

يا رَحمة اللَه سَعْني إِنَّني رَجل

أَفرطت في بَسط فَرط الغيّ فَانقبضا

كَم  أَتعبت راحَتي نَفسي بِحَمل هَوىً

حَيث  اِنقَضى أَعقبت لذاتُه مَضضا

كَم  بتُّ معتنقاً زورَ الخَيال وَكَم

أَصبَحت  بَين عَوادي الزَهو مُعترضا

وَكَم  جَهلت نُهىً لَما عَرفتُ هَوىً

وَكَم  عَثرت وَفكري إِذ غَوى رَكضا

أَضنَى الفُؤاد وَأَنضى الجسم زخرفُه

حَتّى إِذا ما ضَفَى ثَوب الغُرور نَضا

ظَنَنت  أَن نذيرَ المَرء شَيبتَه

وَفي الشَباب نَذيرٌ طالما محضا

وَكَيفَ  يَنتظر المَرء المشيب وَكَم

رَأى  الجَنين دَفينا قَبل ما نبضا

وَأَغفلتني  شُؤونُ الغَير عَن طَلَبي

نَفسي فَأَخّرت مَسنوناً وَمفترضا

وَاليَوم بِاليَأس عَنهُم قادَني أَملي

إِلَيك فَاصفح عن الماضي فَذاك مَضى

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حسن حسني الطويراني

avatar

حسن حسني الطويراني

العصر العثماني

poet-Hasan-Husni-al-Tuwayrani@

120

قصيدة

2

الاقتباسات

2

متابعين

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني ولد سنة 1850م. شاعر وصحفي تركي المولد عربي النشأة. ولد ونشأ بالقاهرة. وجال في بلاد إفريقية وآسية والروم. وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي ...

المزيد عن حسن حسني الطويراني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة