الديوان » العصر العثماني » حسن حسني الطويراني » ريح القبول عن الحجاز تنسمي

عدد الابيات : 32

طباعة

ريح القُبول عَن الحِجاز تَنسّمي

وَإِذا بَلغت فِنا الدِيار فَسلّمي

وَاخشَ العُيون الدعجَ مِن عَين الحمى

وَإِذا مررتَ فَغُضَّ غَضَّ المُحرم

فَهناك آرامٌ تَحوط كناسَها

أُسدُ  الشَرى مِن كُل ضارٍ ضَيغم

وَهناك  أَقمارٌ تَرى هالاتِها

صافي الفرند غَرارُه لَم يُثلَم

وَهناك جَناتُ الجَمال تَحصنت

مِن سُمر حُرَّسها بشبه الأَنجم

قَوم  محرّمةٌ  عروسُهمُ عَلى

وَهمِ  المنى وَسيوفُهم لم تحرم

قَوم  تكفل  كُلُّ لاج جاهَهم

وَنَوالَهم ضَمِن الغِنى للمعدم

ضَربوا عَلى الغَبراء أُسَّ عمادهم

وَرقوا  إِلى  زرقائها بِالسُلَّم

لا  تدرك  الأَكدارُ جارَ نزيلهم

فَنزيلهم  جار الذَليل المحتمى

بلغهمُ عَني السَلام وَحيِّهم

وَاذكر لَهُم ما بي لَهُم وَتتيمي

هُم  خلَّفوني مُدنفاً ذا لَوعة

وَعلى الحَقيقة قُلت غير مجسم

لَو أَنزلته العين في أَنسانها

ما  حال  دُون تَأمّل المستبهم

عبد  لكم حرّ الضَمير مَع النَوى

عف السَريرة عرضه لَم يُكلَم

يَشتاق  ناد فيهِ أَشرقت الذكا

تَمحو دَياجرَ لَيل هَمٍّ مظلم

وَجَفا الزَمان وَذا الزَمان فَلَيسَ في

غَير  الثَناء عَلى النبيّ بَمغرم

فَهوَ الَّذي يُغنيك لَثمَ رحابه

عَن  أَن تَقول لخلق أَسعد وَاسلم

وَهوَ الَّذي مَهما أَطلت مَديحه

لَم  تَخش مِن نَدَم وَلم تَتلوّم

وَهوَ  الَّذي يرضيك دومُ سَماحِه

إن أَغضب السؤّال بذخُ المُنعم

لا تَخش في أَعتابه من ذلة

إِن  الذَليل هُناك من لم ينتم

فَاحرص عَلى عمر يمرّ بِغَيره

وَاقصد  بِهِ وَابتع جداه وَاغنم

وَاعلم بِأَنك مِن سِواه يائس

يَوماً وَلَست تَنال غَير مقسم

وَافقَهْ فإِنك سَوف تَلقى رِفدَه

إِن حشرجت وَتذلل الأَنف الحمى

وَالعَيش مَكفول بِما قسم القَضا

وَرجاء  غَير اللَه دَأبُ الأَلأم

لا  تَبذلن ماء الوُجوه لِغاية

فَالغاية  القُصوى ممات المعدم

لذ  بِالَّذي  تُرجَى شَفاعتُه إِذا

طالَ الزحام عَلى الذَليل المجرم

ما  العَيش إلا عيش تِلكَ مخلدا

بَعد  التيقظ  مِن خيال النُوَّم

وَالنَفس طفل قَد يَدعلج فاحتفظ

أَبداً  عَلَيهِ  بِالحَكيم القيِّم

وَذر اللمَى يَصفو لسكير الهَوى

فَإِذا  ظمئتَ فَذُق مَراشف أَرقم

وَاعلم  بِأَن حلاوة الدُنيا لِمَن

يَزهى بِها تُبدي مَرارةَ علقم

فَإِذا أَرَدتَ سَلامةً فَدَع الهَوى

وَتزوّد  التَقوى  بِدين قيّم

وَاقصر حَياتك في مَديح مُحمد

تَلق  النَجاة مِن الحَياة وَتُرحَم

صلى عَلَيهِ اللَه ما وَضح الضِيا

وَتطرّزت بُردُ الدُجى بِالأَنجُم

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حسن حسني الطويراني

avatar

حسن حسني الطويراني

العصر العثماني

poet-Hasan-Husni-al-Tuwayrani@

120

قصيدة

2

الاقتباسات

2

متابعين

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني ولد سنة 1850م. شاعر وصحفي تركي المولد عربي النشأة. ولد ونشأ بالقاهرة. وجال في بلاد إفريقية وآسية والروم. وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي ...

المزيد عن حسن حسني الطويراني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة