الديوان » العصر العثماني » حسن حسني الطويراني » غنيت بالحكمة القصوى من الرتب

عدد الابيات : 34

طباعة

غَنيتُ بالحكمة القُصوى مِن الرتبِ

وَسدتُ  بالنسبة العليا مِن الأَدبِ

وَصانَني شَرفٌ مِن همتي وَعُلا

نَفسي فَما ليَ غَير الجَد من أَرَب

ضممتُ عزةَ مَجدِ الترك في شَممٍ

إِلى فَصاحة حسن المَنطق العربي

وَصُنتُ نَفساً كَنصل السَيف رائِعةً

في  غمد حلمٍ وَجاشٍ غَيرِ مضطرب

فَما  تلوّنتُ في صَفو وَلا كدر

وَلا  تبذّلتُ بَين الجَد وَاللَعب

وَلا  ترفعت عَن خِلٍّ وَذي ثقة

وَلا انحططت لذي جاه وَلا حَسَب

أَعيش حرّاً عَفيف الذيل ساحبه

مَع الفَخار وَعَبد الأُخوة النجب

وَأَتقي  شمم المَولى فَأحذر أَن

أَدنو  فَيبصر عِندي ذلة الطَلَب

أَخشى إِذا راقَني مِنهُ الرضا زَمناً

أن لست دافعه في ثَورة الغَضَب

وَقَد  عَلمت  بِأَن العز ممتنعٌ

إِلا  بذلٍّ  يرد الحرّ في حَرب

أَقنَعتُ  نَفسي بِحال لَيس تَنزل بي

أسّ  الحَضيض وَلا تَعلو إِلى الشُهب

وَما يضرك أَن تحيي عَلى شَرَف

وَلَستَ كَلّاً عَلى جاهٍ وَلا نَسَب

لا تُذهلنَّك حاجاتُ الحياة عَن ال

جدِّ  الأبيّ وَمجد غَير مكتسب

فَما  الحَياة سِوى شَيء ستتركه

لتاركٍ  أَو لصرفٍ غَير مرتقب

أَبيتُ أَطمَح في فرح بلا حزن

أَو  راحة تتجلَّى لي بلا تعب

فَما أَبيت أَهاب الدَهر مرتجفاً

أَخشى  العَوادي وَأَبكي سوء منقلب

وَلا  أَخاف  يَداً للخطب عابسةً

إِن السَلامة باب الروع وَالعطب

فَيا  زَمانيَ إِني عَنكَ في شغلٍ

وَأَنتَ مشتغل عَني بكل غَبي

هَيهات أَهجر صمصاماً وَضابحة

وَلا  أَملّ  من  الآداب وَالكتب

وَما  ثنانيَ عَن سُمرِ الطوال وَلا

سود  القصار كمال العارف الدَرِب

وَما  صَبَوت لذي دلٍّ وَلا سلبت

لبي  ملاحات ربات البَها العُرُبِ

وَلا افتتنت عن العَليا بغانية

وَلا ذللت لساقي ابنة العنب

وَإِنَّما  حببي درّ الكَلام وفي

حان المَفاخر من ضرب الثَنا طربي

وَما  تَعوّدت إلا حكمة وَنُهى

إِذا  صبا الغَير ردّتني عَن الوَصب

حسبي  من الدَهر أن أَصبو فتحمد لي

فكاهة  وَجناني إِذ يَجور أَبي

وَما  عليّ إِذا لَم يَشكُني بطلٌ

حرّ  السَجايا وَيَخشاني أَخو حَرب

هذبت نَفسي فَلم تحذر مصادقتي

وَلا يَخاف عدوّي إِن يَغب كذبي

قَد تبت عَن كُل ذَنب في الزَمان سِوى

عرفان نَفسي فَإِني عَنهُ لَم أَتُب

فَيا أَخا الرَأي دَعني عَن منى وَجوى

فَأَيّ  عَيش إِذا ما اخترت لَم يَطب

فَادفع عَن الحَزم دَهراً غَير مكترث

وَاترك عَواديه رهواً غَير مكترب

وَلا تبت لَيلة في فكرة لغد

إِن  الحَقائق دون الستر في حجب

وَلا ترجّ سِوى الديان وَارضَ بِهِ

رباً  تَغيب الخَوافي وَهوَ لَم يَغب

وَاشرف بِنفسك وَاترك ما سِواك تَرى

وَجه الفَراغ انجلى بالمنظر العجب

وَكِلْ أُمورَك للمقدور وامش بِهِ

مَشي البذيخ الَّذي يَمشي عَلى صبب

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حسن حسني الطويراني

avatar

حسن حسني الطويراني

العصر العثماني

poet-Hasan-Husni-al-Tuwayrani@

120

قصيدة

2

الاقتباسات

2

متابعين

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني ولد سنة 1850م. شاعر وصحفي تركي المولد عربي النشأة. ولد ونشأ بالقاهرة. وجال في بلاد إفريقية وآسية والروم. وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي ...

المزيد عن حسن حسني الطويراني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة