الديوان » أيوب الجهني » نحبت ومثلي لا ينحب

عدد الابيات : 30

طباعة

نَحَبْتُ ومثليَ لا يَنْحِبُ

ولكنّهُ الزمَنُ القُلَّبُ

عجيبٌ تَبَدُّلُ حالِ الزمان 

ونُكْرانُ أصحابِهِ أعْجَبُ!

هُجِرْتُ وأنْكَرَني الأقرَبون

وقد كنتُ أنْفَسَ ما يُطْلَبُ

أنا ابنةُ قومٍ توَغَّلَ في

أقاصي الزمانِ لهم كوكبُ

تَدَلَّوا مع الشمسِ، لكنّها

تغيبُ، وهُم قَطُّ لمْ يَغْرُبوا

بحِجْرِ العَراءِ تَرَبَّوا، ومِن

لِبانِ الفيافيَ لم يَسْغَبُوا

أديمُ السماءِ لهم ظُلَّةٌ

وفَرْشُهُمُ الطينُ والتَّيْرَبُ

فأهْدَتْ لهم أرضُهمْ عزَّةً

لها يخشعُ الجبلُ الأخشَبُ

وحَدَّتْ طبائعهم مثلما

يَحِدُّ إذا شُحِذَ المِضْرَبُ

وسالَتْ قرائحهم مثلما

تَحَدَّرَ يومَ النّدى الصَّيِّبُ

فكنتُ حُلِيَّ كرامِ الرِّجالِ

إذا ضَمَّهم مجلسٌ أرْحَبُ

وحَلْيَ الفتى يزْدري قِرْنَهُ

إذا جَمَّلَ الغادةَ المُذْهَبُ

وإن شَبَّتْ الحربُ كنتُ لهم

مع السيفِ صَمْصامَةً يَضرِبُ

ومَن خاضَ مِقْوَلُهُ لُجَّتي

وقارَعَ بِيْ : فهو الأغلَبُ

فلَمَّا بَلَغتُ أعالي الذُّرى

ولم يَبْقَ فوقيَ ما يُطْلَبُ

وأحسَنَ قومي إليَّ، وما

يَرَوْن سواهمْ بِذا يذهَبُ:

تكَلَّمَ مَن في السماءِ بما

بهِ قَطُّ مِن قبلِ لَم يُغلَبوا

فأعجَزَ في لفظِهِ أُمَّةً

فصاحتُها مَثَلٌ يُضرَبُ

وجاوزَ بيْ قدْرَ ما يعرفون

وهَذَّبَني فوق ما هَذَّبوا

فأصبحتُ مِن فَضلهِ أُنْسَبُ

إليه، وإن كان لي يُنْسَبُ

فجئتُ أعَزَّ مِن الشامخات

فمَنْ رامَني فالسُّها أقْرَبُ

وإنّي أخَفُّ مِن العادايات

ومِنها إذا حَرَنَتْ ..أصعبُ

ومِن قاطعاتِ السيوفِ التي

تَشَقَّقُ أغْمادُها .. أضْرَبُ

ومِن دمعِ مُزْنٍ تَرَقْرَقَ في

خدودِ الجبالِ، ولا يَنْضُبُ

مشى فوقَ ظهرِ الحصى دَهْرَهُ

وعن وَجْهِهِ الريحُ لا تَذْهَبُ

إذا ما استقرَّ ففي نُقْرَةٍ

عن الطامعينَ به تَصْعُبُ

إذا قَبَّلَتْ مَتْنَهُ الشمسُ، ألْقَتْ

عليهِ مِن الحَلْيِ ما يُعجِبُ

ولو ذاقَهُ مُرْتَوٍ وَدَّ ألَّا

يَسُوغَ= فمِنْ ذا أنا أعْذَبُ

وحسْبيَ أنّ القُرانَ بلا

سَنَا العربيّةِ لا يُطْلَبُ

فكيفَ يُعَطَّلُ جيدُ الهُدى

مِن العربيةِ يا يَعْرُبُ ؟

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أيوب الجهني

أيوب الجهني

16

قصيدة

شاعر وأكاديمي

المزيد عن أيوب الجهني

أضف شرح او معلومة